مجدى مهنا.. فارس الفرسان

أستاذى الراحل العظيم.. ما تحرك لسانك طيلة حياتك بكلمة «لا» لمن طرق بابك مستجيراً إلا وأجرته ولا مستعينا إلا وأعنته ولا مستغيثاً إلا وأغثته ولا مظلوما إلا وأنصفته ولا سائلا إلا وأعطيته بعون الله وفضله.. فكم من دموع جففتها وكم من أمور يسرتها وكم من ظلمات رفعتها وبددتها.. فكنت بكل هذا وذاك أهلاً لقول أحد الشعراء فى مجال السخاء والكرم والجود والوفاء «ما قال لا قط إلا فى تشهده.. لولا التشهد لكانت لاؤه نعم» فيا سيدى.. لقد أكرمت العباد فأولى لرب العباد أن يكرمك.. رضى الله عنك وأرضاك وطيب ثراك وأكرم مثواك وجعل الجنة مأواك بما قدمت يداك.. اللهم آمين..
أستاذى الراحل العظيم.لقد عرفت الحق فعز عليك أن تراه مهضوماً وعرفت العدل فعز عليك أن تراه مهجورا وعرفت الصدق فعز عليك أن تراه نكورا محجورا.. ومن هنا انطلقت ممتطيا جوادك فارسا نبيلاً مغواراً شاهرا قلمك متحديا الملك مخترقاً جسور الفساد مقتلعا جذور الفاسدين متسربلاً بإيمان متين وإرادة لا تستكين وعزيمة لا تلين لا تخشى فى الحق لوم اللائمين ولا لؤم المتلائمين ولا ظلم الظالمين ولا جور الجائرين ضارباً عرض الحائط بكل مفردات الترغيب والترهيب مؤمنا ومتأسياً بمقولة سيد المرسلين لرب العالمين «يا إلهى إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى»..
ولعل فى مقولتك لأحد الضالين المنافقين «يا ضلالى!» والتى مازالت محفورة فى الأذهان خير دليل وبرهان على جرأة وجسارة قلم قلما يجود به الزمان.. أستاذى الراحل العظيم.. ما خضت هذا الخوض من أجل عرش تعتليه ولا مقام تجتبيه ولا مال تجتنيه ولا عز تبتغيه.. ولكن من أجل وطن تحميه ومظلوم ترضيه وظالم ترديه وحق تعليه..
أستاذى الراحل العظيم.. ما كل هذا وذاك إلا غيض من فيض مناقبك ومآثرك فسيرتك ومسيرتك حبلى بمناقب لا تعد ولا تحصى ولا تنسى ولا تمحى.. فمهما قلنا فيك فلن نوفيك ولن نكفيك وتكفيك الحشود المحتشدة التى احتشدت وتوافدت من كل حدب وصوب لتصلى على جثمانك الطاهر النقى وتودعك بدموع قلبها المجدولة بكل معانى الحزن والأسى وتدعو لك بالرحمة والمرحمة والمغفرة.. فألسنة وأفئدة الخلق أقلام الحق.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
عميد مهندس متقاعد- محمد محمود سلامة
الإسكندرية- المندرة البحرية- برج الزهراء