فى ذكرى رحيل إمام الدعاة

سيدى الإمام، لقد سكن القرآن قلبك، وتربع فى فؤادك، وتحرك به لسانك وختمته حفظا وأنت فى الحادية عشرة من عمرك..
فحفظك الله وحماك ورعاك ومنّ عليك بفضله فأكرمك وعلمك وفهّمك وفقهك وألهمك وأيدك، وأمدك بموسوعة من الهبات الربانية والفيوضات العلمية والعطاءات اللغوية، فغصت بما أفاض الله عليك بين ضفتى الكتاب والسنة متبحرا متحريا، فأكرمتنا بخواطرك الإيمانية العصرية والمجدولة بسحر البيان وطلاقة اللسان وعمق الإيمان وصدق الإخلاص، فاستطيبها الخواص واستطعمها العوام،
ووضعت نقاط الحل والربط فوق حروف قضايا ومسائل شغلت الرأى العام وحامت حولها حومة من القيل والقال وكثرة السؤال والجدال، وطافت حولها طائفة من علامات الاستفهام فكنت أهلا ومستحقا لقول رب الأنام: «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا......» ولقول سيد الأنام عليه الصلاة والسلام :«إن الله يبعث فى الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها إيمانها».
سيدى الإمام محمد متولى الشعراوى: كل هذا وذآك ما هو إلا غيض من فيض مناقبك ومآثرك، فمهما قلنا فيك وكتبنا عنك فلن نوفيك ولن نكفيك.. وتكفيك الحشود التى احتشدت فى يوم 17/6/1998 وتوافدت من كل حدب وصوب لتصلى عليك وتدعو لك بدموع قلوبها المجدولة بكل معانى الحزن والأسى بالرحمة والمرحمة والغفران والمغفرة، فألسنة الخلق أقلام الحق،
ولا أجد لمقالى هذا ختاما أصدق من قول ربى، ومن أصدق من الله قولا وقيلا: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا فى الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين».
عميد مهندس متقاعد- محمد محمود سلامة
الإسكندرية- المندرة البحرية
aboradowa@yahoo.com