«إبداع المرأة لا علاقة له بنوع جنسها وإنما بعقلها وإسهاماتها الإبداعية» هذه هى النتيجة التى خلص إليها المقهى الثقافى النسائى والذى استضاف الدكتورة عزة هيكل، أستاذ بالمعهد القومى للغات والحضارات الشرقية بفرنسا، والكاتبة عائشة أبوالنور والكاتبة الصحفية الإيطالية تريسنى نيليانا والشاعرة الروائية حنان عواد، رئيس رابطة القلم الفلسطينى والروائية ضحى عاصى، وأدارها د.جمال حماد، ود.حنان منيب. قال جمال حماد إن المرأة العربية حظت على مدار التاريخ باهتمام مجتمعى، حتى إن امرأة ك«شجرة الدر» استطاعت أن تحكم مصر فى الحرب الصليبية بعد وفاة زوجها، وأن مصطلح الأدب النسائى مصطلح حديث، لأن الأدب هو الأدب والإبداع هو الإبداع سواء كان كاتبه رجل أو امرأة. وأضافت الأديبة حنان عواد قائلة «إن ما يشغل بالها ككاتبة فلسطينية، هو الدفاع عن وطنها بشكل عام، حالها فى ذلك لا يختلف عن باقى أحوال الشعراء والأدباء الفلسطينيين الرجال، لأنهم جميعا يعانون من نفس المشاكل الإنساية، وهى فقدان الأرض، والاحتلال، وهو ما أوجد أدبا مختلفا فى فلسطين لا يقسم إلى أدب نسائى أو رجالى، وإنما أدب مقاومة، وأدب معركة وأدب الانتفاضة، يقوم فيه الأديب أيا كان جنسه بنقل ما يعانيه مجتمعه من الأمر الذى يربط بين العمل الأدبى والسياسى. وقالت الكاتبة الإيطالية تريسنى نيليانا التى نشرت كتابا عن قضايا نسائية مؤخرا، ضم 21 قصة من القصص الإنسانية التى كتبها أصحابها، ورصدت مبيعات الكتاب لصالح النساء من مرضى الإيدز، إن الأدب الموجه إلى النساء يعد أدبا ذو مغذى حقيقى لأنه يسعى إلى رفع الظلم والقسوة اللذين يعانين منهما، لافتة إلى أن فى مصر نساء عانين من الزواج القصرى ومن العنف الأسرى، لكن هناك نساء رائعات ظهرت قوتهن فى المعارك الفكرية التى خضنها كما هو الحال بالنسبة للسفيرة مشيرة خطاب، والتى اعتبرتها محاربة قوية واستطاعت إخراج قوانين مهمة مثل قانون عدم زواج الفتيات إلا بعد سن ال 18. وقالت الكاتبة عائشة أبوالنور إنه لا يوجد أدب نسائى وإنما أدب تكتبه المرأة، وهو أدب وليد ولد فى ظل حصار من المحظورات وبداية من القرن العشرين، حتى انها فى أول مجموعة قصصية كتبتها عام 1985، وجدت صعوبة كبيرة فى وجود ناشر لتخوفهم من المجاذفة والدخول إلى أرض محفوفة بالمخاطر، ولفتت إلى أن الكاتبات اللاتى يتعمدن الكتابة الفضائحية هو توجه عالمى فرضته العولمة «لكنه ظاهرة مرضية وجدت قابلية لدى الناشرين».