طالبت رابطة المرأة العربية وزير التعليم الجديد، الدكتور أحمد زكى بدر، بإعادة النظر فى القرار الذى أصدره سلفه الدكتور يسرى الجمل، والخاص بالإعارات للعام الدراسى الحالى والذى اختص المرأة بشرط ضرورة تقديم موافقة كتابية صريحة من الزوج على سفر الزوجة المدرسة الراغبة فى الإعارة أو من ولى الأمر فى حالة الآنسة أو الأرملة أو المطلقة. القرار يشكل صدمة لكل المهتمين بقضايا المرأة، فهو خطوة صريحة إلى الوراء تعيد التحكم فى المرأة الموظفة من حيث علاقتها بالوظيفة إلى يد الزوج أو الأب أو الأخ وهو منطق غير مفهوم ولا مقبول، فالمرأة فى عملها يجب أن تعامل على أساس أنها كيان كامل الأهلية لا يجب أن يخضع لولاية من هو فى البيت.. من حق المدرسة التى ترغب فى الإعارة أن تتقدم لها دون أن تستأذن أحداً لأن كل ما يخص عملها يخصها هى وحدها فى النهاية.. للأسف مثل هذا القرار إن دل على شىء فهو يدل على العقلية التى تتحكم فى الأمور فى مصر وأنها عقلية مازالت عاجزة عن أن تفصل ما بين حقوق العاملين ومنطق الذكورة الذى تدير به حياتها الخاصة.. عاجزة عن أن تدرك الفارق بين من هى فى البيت ومن هى فى العمل.. وأن الرجل يتحكم فيمن هى فى البيت لكنه لا يجب أن يتقمص حالته ويسعى بتقييد العاملة بالقيود التى تجعل قرار عملها فى يده هو وليس فى يدها هى.. مثل هذا الخلط بين الدور العام والدور الخاص لدى صانع القرار هو الذى يختفى وراء مثل هذه القرارات العشوائية، فهو ببساطة يضع نفسه موضع الزوج أو الأب أو الأخ فيسعى لتأمين حقوقهم أو ما يتصوره هو حقوقاً لهم على المرأة التى من المفروض عليه أن يتعامل معها على أنها من العاملين فى الوزارة وليس من حقه أن يفرض عليها ما لم يفرضه على العاملين من الرجال.. المشكلة هنا هى منح الرجل السلطة المطلقة على المرأة فيما هو ليس من شأنه بقرار من الدولة. وهل ترى الدولة أن المعلمة التى تأتمنها على أجيالها القادمة ليست كائناً كامل الأهلية بل كائن تحت وصاية الرجل؟ المسألة فى نظر الوزارة مسألة ولاية على المرأة بدليل أنها طلبت موافقة الولى على المرأة الآنسة والمطلقة والأرملة، كيف لنا بعد ذلك أن نتساءل عن تكوين الأجيال القادمة إذا كان هذا هو تفكير القائمين على الوزارة التى تتولى إعداد هذه الأجيال؟ إن إلغاء قرار وزير الداخلية باشتراط موافقة الزوج على سفر الزوجة قد استهلك الكثير من الجهود من المعنيين بقضايا المرأة، فهل المطلوب أن تخوض المرأة المعلمة المعركة من جديد أم أن المطلوب هو أن تتصدى المرأة لمحاولة إعادتها من جديد لعصر الحريم وفرض الولاية عليها. [email protected]