إذا دخل الزواج من الباب هرب الحب من الشباك!! هذا رأى أعداء الارتباط الشرعى، الذين يريدون أن تكون العلاقات بين الجنسين على طريقة سداح مداح!! وفى يقينى أن العكس من ذلك هو الصحيح، فأحلام كل عاشق حقيقى أن يتزوج من تلك التى دق لها قلبه، ويعيش معها بالتعبير العامى فى «التبات والنبات مع إنجاب صبيان وبنات»! وإذا لم يكن يحلم بالزواج من حبيبته فهو إنسان مراوغ غير مؤتمن على شىء! وإذا قابلت شخصاً من هذا النوع فى حياتك فاحترسى منه جداً، لأنه يقيناً بلا أخلاق، يريد أن يتخذ من بنات الناس لعبة، يتسلى بها فى حياته ويشبع بها شهواته! والخطأ الذى يقع فيه الكثيرون ظنهم أن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة عبارة عن أحلام وردية، أو كلام معسول فقط، لأن الحب يتطور، وهو قصة كفاح وبناء وليس مجرد أمان. وأشرح ما أقصده قائلاً إن حب المراهق مختلف بالتأكيد عن الرجل الناضج، وهذا الذى يدق قلبه وهو ما زال طالباً بالجامعة غير الذى يعمل ويتولى مسؤولية نفسه.. وتلك العاطفة لا يكفى أن تحلق فى السماء، بل يجب أن تنزل على أرض الواقع ليتضح الصادق من الكاذب! وفارق كبير جداً بين إنسان يتزوج وما زال فى بداية حياته، وآخر عريس لقطة أثبت وجوده ونجاحه، ويبحث عن تكملة نصف دينه! وفى يقينى أن الحب الأول أكثر قوة وصدقاً، لأن امرأته كانت معه من أول الطريق، وصعدت معه خطوة خطوة، ولم تركب مصعداً أو «أسانسير» لتصعد إلى القمة، حيث يوجد العريس اللقطة!! فهى ترفض البهدلة أو «المرمطة» باسم الحب، وليسقط الغرام إذا كان معه تعب وشقاء، ولو من أجل عيون الحبيب!! وتلك ظاهرة نراها فى مجتمعنا، فهى تحب بقلبها وتتزوج بعقلها كما تقول!! يعنى تتخلى عن حبيبها الذى ما زال فى بداية طريقه وترتبط بإنسان قادر على توفير حياة كريمة لها، ويصبح الحب الأول مجرد ذكرى! وتلك العقلية مرفوضة بكل المقاييس الدينية والأخلاقية، ويا أيها الحب كم من الجرائم ترتكب باسمك وأنت منه برىء! فهى إشباع للشهوات والنفس الأمارة بالسوء، بينما العاطفة النبيلة بعيدة عن هذا العبث! وفى المقابل هناك صورة مضيئة عن نساء «زى الفل» أفنين حياتهن فى خدمة أزواجهن، وضربن أروع الأمثلة فى ذلك، وكل واحدة من هؤلاء تستحق عشرة على عشرة مع تعظيم سلام كمان، وهى صاحبة الفضل الأول على زوجها بدأت معه من «بئر السلم» وصعدت معه إلى القمة وتحملته كثيراً، وهى تكافح معه وسط ظروف صعبة، وتلك النوعية من النساء لا تتحدث كثيراً عن الحب والغرام، لأنها تمارسه فى الواقع، فلا تحتاج إلى كلام، ولذلك أقول لحضرتك احترس من المرأة «الثرثارة»، وغالباً ما تكون هناك مشكلة فى حياتها الخاصة!! وإلى اللقاء فى المقال المقبل بإذن الله لأتحدث معك عن فشل الزواج القائم على الحب!! طيب ليه وعلشان إيه؟!