كثفت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية جهودها لضبط المتهم الهارب الذى ألقى قنبلة بدائية الصنع أمام المعبد اليهودى، وانتشرت القوات السرية فى شوارع القاهرة فى محاولة لضبط المتهم لمعرفة ما إذا كانت هناك جهات تنظيمية تقف وراءه، أو أنه عمل فردى، كما بدأت الأجهزة العمل فى خطة البحث التى تعمل فيها مباحث القاهرة وجهاز أمن الدولة بالتنسيق عن طريق فحص مكان الواقعة، والذى انتهى منه رجال المعمل الجنائى، الذين قاموا بفحص المترددين على الفندق والمقيمين فيه، والذين غادروه، قبل الحادث، وكذلك محتويات بقايا الحقيبة وملابس المتهم. وأشارت مصادر إلى أن معاينة المعمل الجنائى والأدلة الجنائية أكدت أن مواد التفجير كانت بدائية الصنع للغاية، وأن تأثيرها كان محدوداً، وأنه اعتمد على تركيبة كيميائية عن طريق وضع سائل البنزين مع حمض الكبريتيك ووجود ثقاب كبريت ومواد مشتعلة «ولاعة»، وهذه المواد مع وجود ارتطام تحدث نوع من الانفجار، ولكنه انفجار محدود، وقالت المصادر إن مكان الانفجار لم يحدث أى حفرة فى الأرض، أو أى تكسير فى مكان سقوط حقيبة اليد التى ألقاها المتهم من فندق بانوراما بوسط القاهرة، كما أن أجهزة الأمن عثرت على 3 زجاجات من سائل البنزين الخاص بالتنظيف وكمية من السلك ومواد أخرى تتشابه مع المواد التى تم ضبطها عقب حادث المشهد الحسينى الأخير، الذى وقع فى فبراير الماضى. وقالت مصادر أمنية إن أجهزة الأمن تبحث فى كيفية هروب المتهم من مكان الحادث، عن طريق أحد الممرات بجوار الفندق، وخط سيره، وشهود العيان الذين تعاملوا مع المتهم بصورة مباشرة فى الفندق أو من شاهدوه أثناء الدخول، ورجحت مصادر أمنية تخطيط المتهم لارتكاب تفجير أكبر، ومحاولة دخوله الفندق للإقامة، إلا أنه عندما طلب منه عامل النظافة الانتظار حتى يقوم بإيقاظ عامل التسكين، اعتقد أنه شك فيه، فقام بإلقاء الحقيبة والكيس الأسود إلى أسفل الفندق، وأن المتهم اختار يوم الأحد الذى يكون مزاراً لعدد كبير من اليهود إلى المعبد الموجود بشارع عدلى، كما أخضع جهاز أمن الدولة عامل النظافة فتح الله أحمد حسن لاستجواب، أمس الأول، لمعرفة أوصاف المتهم التى أدلى بها. كما أن أجهزة الأمن تبحث مدى علاقة الحادث الأخير بحوادث التفجير الأخيرة التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة، وهل هناك علاقة بين المتهمين الذين يحاكمون فى قضية خلية الزيتون وقضية حزب الله به. واعتبرت المصادر الأمنية أن الحادث فردى ولا وجود لأى تنظيمات وجماعات تقف وراءه، بدليل أن العبوة التى استخدمت فى التفجير بدائية الصنع خالية من أى تقنيات تفجيرية، مضيفا أنه تم تجميع مواد القنبلة من داخل السوق المحلية من المواد التى يتم استخدامها لصناعة الألعاب النارية، معتبرا أن الهدف الظاهر الآن هو لفت الأنظار إلى إمكانية استهداف المنشآت اليهودية فقط، واثارة البلبلة، لأن المعبد كان خاليا من أى أفواج سياحية. وقال الدكتور زاهى حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إن الانفجار كان بعيدا عن المعمل اليهودى ولم يؤثر عليه، حسب تأكيدات محسن ربيع، مدير عام الآثار اليهودية بالمجلس، موضحا: لا نعرف إذا كان المعبد المقصود من الانفجار، لكنه كان بعيدا عن الأثر ولم يكن له أى تأثير، مشيرا إلى أن المعبد مؤمن بشكل جيد ولا يوجد من يستطيع الاقتراب منه، فى حين رفضت الطائفة اليهودية بالقاهرة التعليق على الحادث، إلا أنها نصحت رعاياها بتوخى الحذر فى الفترة القادمة أثناء تواجدها فى القاهرة.