مدرس ألعاب يعالج مرضى فيروس الكبد بشوربة حمص الشام والهندباء المطحون، ويعالج الضعف الجنسى بشوربة الحبهان والزنجبيل، أما التبول اللاإرادى فيعالجه عبقرى زمانه بشوربة البسلة!!، مازلت لا أعرف سر غرام مدرسى الألعاب بممارسة الطب!!، ففى البدء قبل طبيب الشوربة كان طبيب الأعشاب، كلاهما مدرس ألعاب يدعى الطب، وكلاهما بدأ النصب والدجل من خلال قناة فضائية، أنا لا أقلل من مهنة مدرس الألعاب، فهى من وجهة نظرى لا تقل أهمية عن مهنة الطبيب، لأنه حائط الصد الأول فى منع الأمراض بالمزيد من اللياقة والحيوية، ولكن هناك شبق عند بعض مدرسى الألعاب فى ممارسة الطب والنصب على الغلابة باسم الطب البديل والعلاج بالأعشاب. حكاية طبيب الشوربة الذى قدم إلى النيابة أغرب من الخيال وأرجو ألا تنتهى نهاية ملك الأعشاب السابق، الذى خرج من القضية، لأن ضحاياه خافوا وأحجموا عن الشهادة ضده أمام المحكمة تطبيقاً للشعار المصرى المقدس «اللى حصل حصل وبلاش وجع دماغ!»، هذا الطبيب الزائف عنده ثلاثة مستشفيات تجميل من أشهر المستشفيات فى مصر، وقد حذرنا من هذه المستشفيات فى برنامج «العاشرة مساء» حين استضفت د. خالد مكين ود.عادل نور الدين وغيرهما من أساتذة التجميل، ولا حياة لمن تنادى، بل والمدهش الذى يدعو للجنون أن واحداً من هذه المستشفيات أغلقه محافظ الجيزة السابق فتحى سعد صباحاً. ففتحه المجلس المحلى مساء، والأكثر إدهاشاً ومدعاة لأن تلقى بجثتك فى المحيط وتسلم نفسك لأقرب مستشفى أمراض عقلية أن الذى يكشف على السيدات فى هذا المستشفى ويوصى إيه اللى يتعمل وإيه اللى مايتعملش (وطبعاً مافيش حاجة مابتتعملش) هو مدرس الألعاب نفسه، وبيعطى أوامره لمين؟... لأساتذة تجميل فى طب عين شمس والأزهر، هؤلاء الذين ارتضوا على أنفسهم أن يبيعوا ضميرهم ويعملوا كخدامين ونصابين ودجالين عند الدجال الأعظم وكبير شيوخ المنسر لقاء حفنة جنيهات، باعوا ضميرهم مقابل البنكنوت، شاركوا فى الجريمة وأضفوا مصداقية على الطبيب المزيف وهو مجرد سمسار استغل سذاجة الناس وغفلة المجتمع وسيادة الخرافة فى وطن أدمنها حتى الثمالة وسرت فى كيانه حتى النخاع. الأخطر أن الراعى الرسمى لهذا النصاب قناة فضائية دينية تدعى الفضيلة والورع والتقوى، تختلط فيها فتاوى النقاب بفتاوى الشوربة، وتتشابك فيها دشداشات دعاة تحريم عيد الحب وتجريم مصافحة النصارى بماسكات أطباء البردقوش والحجامة، وتمتزج فيها ريالات هؤلاء مع دراهم أولئك، وكله عند العرب شوربة!