«مدينة فقدت صخبها».. عنوان تقرير نشرته مجلة «التايم» الأمريكية، لوصف ما آلت إليه أوضاع مدينة «تويوتا» اليابانية، بعد إعلان الشركة عن عيوب صناعية فى بعض الموديلات، وهو ما دفع الشركة إلى استدعاء عدد كبير من سياراتها فى أسواق الكثير من دول العالم. «هيرياما» الذى يعمل وزوجته فى صيدلية بقلب مدينة تويوتا (مدينة السيارات الضخمة فى اليابان)، قال إنه لم يشهد وقتا أسوأ من الحالى، مشيرا إلى أن الركود العالمى ضرب الاقتصاد المحلى، حيث تراجعت مبيعاته بنسبة 20% خلال ال18 شهرا الماضية. لكن «هيرياما»، أبدى تخوفه من المزيد من الأوقات السيئة، خاصة بعد تزايد مشاكل الأمان لدى «تويوتا» قائلا: «تويوتا سيارة معروف عنها الجودة، إلا أن هذا تغير الآن بنسبة 180 درجة». وأضاف أنه يخاف حاليا من التأثيرات الممتدة، خاصة أن المنطقة بالكامل تعتمد على «تويوتا». وأشارت «التايم» فى تقريرها إلى أن «الكآبة» تسود مدينة تويوتا الواقعة شرق اليابان، التى حملت اسم الشركة، بعد أن أصبحت فخرا لسكانها. ولكن يبدو أن مصير المدينة سيرتبط بصعود وهبوط تويوتا، فطبقا للبيانات الرسمية فإن هناك نحو 77 ألف مواطن يقيمون فى المدينة، ويعملون فى صناعات مرتبطة بالسيارات، وتعد شركة تويوتا المصدر الأساسى فى تشغيل متاجر ومطاعم المدينة. وتطرق تقرير المجلة الأمريكية إلى مدى الارتباط بين تويوتا والعديد من المناطق والمدن المجاورة من خلال مورديها المنتشرين فى العديد من المناطق. وقال ماشيكو هوسوكاوا، أستاذ الاقتصاد فى جامعة شوبو فى ناجويا: «تويوتا أكبر شركة فى هذه المنطقة» وهى أقرب وأكبر مدينة للسيارات»، مضيفا: «لو تراجعت مبيعات تويوتا نتيجة الأزمة فسيكون لها تأثير هنا». وأكد التقرير صعوبة الوقت الحالى بالنسبة للشركة، خاصة أنه فى الأشهر الأخيرة شاركت مدينة تويوتا فى اليابان نظيرتها الأمريكية ديترويت فى آثار الأزمة المالية العالمية، ومازالت المنطقة تعانى مما أطلق عليها السكان المحليون «صدمة تويوتا». فبعد إعلان إفلاس بنك ليمان برازر الأمريكى جراء الأزمة المالية العالمية، التى أطاحت بعدها بسوق السيارات، قللت شركة تويوتا إنتاجها وتخلت عن عمالها المؤقتين. وقال تقرير التايم إن أثر «الجراح» من جراء الأزمة كان ظاهرا فى شوارعها من خلال المحال والمطاعم المغلقة، وقال أحد موظفى شركة تأجير عقارات إن هناك تراجعا بنسبة 20% فى عمليات التأجير منذ عامين، وهو ما أدى إلى بقاء العديد من الوحدات خالية، مضيفا أن الأسوأ ربما يكون فى الطريق. وتابع: «أسطورة الجودة اليابانية انهارت»، مشيرا إلى أن هذا يعنى تراجع التسويق وتأثيرات سلبية على الاقتصاد بصفة عامة. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن المدينة يسودها انطباع بالوقوع تحت الحصار وبات من الصعب الوصول إلى شركات السيارات فى المدينة، التى أصبحت كالحصون أثناء الحرب، فيما قال متحدث باسم المدينة إن الحكومة لن تعلق على أى من الأمور المتعلقة بشركة واحدة! وأكد التقرير أن العاملين بالشركة (تويوتا) لم يختلف موقفهم عن الحكومة وحافظوا على صمتهم، وعندما تقترب منهم فى الطريق يعتذرون بأدب ويقولون «إنهم غير قادرين على التعليق». وذكر التقرير أن موظفاً واحداً فقط تخلى عن صمته، وإن لم يذكر اسمه، وقال بصوت منخفض.. «لسنا متأكدين مما سيحدث فى المستقبل».