«دى حتة منى.. جزء من كيانى، وأكتر من نصف حياتى قضيتها داخل الجامعة، عشان كده اتبرعت»، هكذا تحدث الدكتور محمد أبو الغار الأب الروحى لحركة 9 مارس الأستاذ بجامعة القاهرة، وأضاف: «أنا اتبرعت لجامعة القاهرة عشان استكمال المبانى العلمية فى الأراضى التى منحتها وزارة السياحة للجامعة.. نعم تبرعت بمبلغ كبير لأنى حاسس إنه مسؤوليتى كأستاذ فى جامعة قضيت فيها أكتر من نص عمرى»، وقال أبو الغار إنه يعلم تمام العلم أنه لا يوجد شعور عام يدفع الناس للتبرع لصالح الجامعة، لأنها بالتأكيد ليست مسؤوليتهم بالإضافة إلى انعدام الثقة بين المواطن والحكومة، وهو نفس السبب الذى يدفع من يتبرع منهم للتبرع عينيا وليس ماديا. وأكد أبو الغار أن رجال الأعمال يقومون بالتبرع بعد تحرك ودعوة من الشخصيات البارزة كقرينة رئيس الجمهورية، أو جمال مبارك، أو أن يكون جمع التبرعات توجها حكوميا على مستوى رفيع، مؤكدا أن كلمة الرئيس مبارك لرجال الأعمال دفعتهم لتحسين صورتهم أمام المجتمع، ولو أن بعضهم استغل ذلك للدعاية. أما أحمد عبدالمنعم مدير العلاقات العامة بمؤسسة 57357 فأكد أن مستشفى 57357 يعالج حاليا أكثر من 4 آلاف طفل مريض، ويستقبل يوميا حالات جديدة ويقول: «المستشفى له دور اجتماعى كبير، ويقوم بالعلاج المجانى للأطفال، وتقوم مؤسسة 57357 بتلقى التبرعات لصالح المستشفى، ومسألة الصرف على الإعلانات مسألة علمية جدا، ومعروفة فى العالم كله، إحنا بنصرف من التبرعات على الإعلانات لأنها هاتجيب تبرعات أكثر.. المصريين مش شعب عبيط والناس عارفين كويس مين له مصداقية ومين اللى بينصب عليهم والحمد لله الناس مصدقانا لانهم شايفين احنا بنعمل إيه». «مصر تحتاج إلى ثقافة تبرع حقيقية، تمارس فى الخفاء بعيدا عن فكرة الدعاية أو الترويج لبعض الاشخاص أو حتى إرضاء المسؤولين» هكذا تحدث الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسى مؤكدا أن هناك رجال أعمال يشاركون فى حملات التبرع كبديل للاعلان عن أنفسهم فى الصحف والفضائيات.. وأضاف: «هؤلاء لا يهمهم سوى رضا المسؤولين عنهم وتحسين صورتهم أمام الناس». وتابع عكاشة: «هناك أزمة ثقة ضخمة بين المواطن والحكومة التى لا تعمل لصالحه، وكل ما يهمها البقاء فى الحكم، فالحكومة لا تعمل لصالح المواطن، ولكنها تعمل للبقاء فى الحكم، وهذا أمر طبيعى جدا لأن المواطن يرى النهب أمامه والفساد المستشرى فى كل مكان، دون أن يرى محاسبة حقيقية للجناة والمتسببين فى هذا الفساد، هذا فضلا عن تردى الخدمات الصحية، فالمستشفيات الحكومية لا تعالج المرضى، ولا أدعو للتبرع لها إطلاقا، وما يحدث حاليا بين مستشفيات وزارة الصحة ومستشفيات التعليم العالى فضيحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالمستشفيات الجامعية لا تقدم علاجها لأى مريض قادم من مستشفيات وزارة الصحة وترفض التعاون معها لأنها لا تسدد مديونياتها، رغم أن الوزارتين فى حكومة واحدة».