هذه حصيلة أخبار ثمانية وأربعين ساعة فقط.. الدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر، قرر صرف مائتين وخمسين ألف جنيه دعماً لدورات الكرة الرمضانية فى مراكز الشباب وبعض الأندية.. واللواء محمد شوشة، محافظ جنوبسيناء، أسعده جدا أن تتحمل المحافظة جميع تكاليف دورة رمضانية للمصالح الحكومية بمدينة الطور، ولم يكتف شوشة بذلك وإنما ارتدى ثياب اللعب وشارك لاعباً فى فريق المحافظة الذى خسر النهائى أمام فريق الأزهر.. وقرر الدكتور أحمد ضياء الدين، محافظ المنيا، صرف خمسة وعشرين بالمائة من مقدمات عقود كل لاعبى نادى المنيا من صندوق الخدمات الخاص بالمحافظة.. ولم يجد مجلس إدارة نادى دمنهور إلا اللواء محمد شعراوى، محافظ البحيرة، ليتولى الإنفاق على فريق الكرة وتعاقداته الجديدة لأن خزانة النادى خاوية تماما.. وأخبار أخرى عن محافظين يديرون شؤون الكرة فى الأندية التابعة لمحافظاتهم.. وآخرين لا تعنيهم الكرة من قريب أو من بعيد ولا يشغلهم أن تموت الأندية فى محافظاتهم أو تبقى على قيد الحياة أو تتأهل للدورى الممتاز أو حتى الدرجة الأولى.. وكل ذلك يجعلنى أتساءل الآن عن الحدود التى يضعها نظام الدولة السياسى والإدارى والاقتصادى أمام كل محافظ فيما يخص كرة القدم والرياضة بشكل عام، أم أنه لا حدود هناك ولا أسس أو قواعد ونظام، حيث الدولة المركزية فى القاهرة قررت أن تترك الرياضة فى كل محافظة حسب هوى كل محافظ وحساباته ورؤيته الخاصة..عندئذ يجوز لهذا المحافظ أن ينفق على الكرة فى محافظته ما يشاء وما يتاح له، حتى وإن تحول هذا الإنفاق إلى تبذير وإسراف على حساب مصالح وحقوق أخرى للناس فى تلك المحافظة.. وإن كان المحافظ ليس ممن يهوون كرة القدم وليس ممن يقتنعون بأى دور لها أو رسالة أو قيمة سواء فى حياة الناس أو فى مشوار المحافظ السياسى والشخصى.. يصبح من حق هذا المحافظ تجاهل الرياضة تماماً وإهمال جميع مؤسساتها وأنشطتها واهتمام الناس بها.. وأنا لا أريد هذا ولا ذاك.. لا المحافظ الذى يضع كرة القدم قبل احتياجات الناس اليومية من طعام وعلاج ومواصلات وحقوق كثيرة لا أول لها ولا آخر.. ولا المحافظ الذى يرى الكرة مجرد لعبة تافهة والرياضة مجرد ترفيه وعبث لا يرقى لأن يهتم أو يحفل به موظف بدرجة وزير.. ولكننى فى الوقت نفسه لا أعرف ما الحدود الفاصلة بين الإسراف وبين الإهمال.. لا أنا ولا الناس فى أى محافظة يملكون أى وثيقة أو لائحة أو قانون أو حدود يستندون إليها لمساءلة أى محافظ ومحاسبته إن بالغ فى الاهتمام فأسرف أو بالغ فى التجاهل إلى حد الجمود والموات.. وأظن أنه قد آن أوان أن نعرف وأن نفهم وأن نتفق أيضا.. وهل هذا الاهتمام من نصيب الكرة وحدها وللأندية الشهيرة التى يتابعها الناس فقط.. أم أن الأولى به هو أندية الغلابة ومراكز الشباب الفقيرة وهل يدخل ضمن تقييم أى محافظ أن تملك محافظته فريقا فى الممتاز أم لا.. أو كان لها فريق وهبط للدرجة الأقل؟!.. وأنتظر الجواب من سادة القاهرة وكبارها. [email protected]