ال«مع» وال«ضد» فى زكاة ال«sms»: «تصل إلى مستحقيها».. أم ثواب «الإيد بالإيد»!

الرسائل التى يتبادلها المسلمون كل عيد ستحمل هذا العام أكثر من مجرد تهنئة، حيث أعلن بنك الطعام عن طريقة جديدة لدفع زكاة الفطر عن طريق رسائل التليفون المحمول، حيث يرسل المتبرع رسالة فارغة على رقم سريع تكون قيمتها 5 جنيهات، وهو الحد الأدنى لزكاة الفطر.
أغاريد أمين، مديرة التسويق والموارد البشرية فى بنك الطعام، أكدت أن الزكاة عبر الsms تعتبر استخداماً جديداً ومفيداً للتكنولوجيا، وأنه اتجاه سائد فى الخليج منذ 3 سنوات، وأن قلة المبلغ ساعدت على سهولة الحصول عليه من خلال الموبايل، وقالت: «5 جنيهات هى مبلغ بسيط جداً لا يحصل فى بنك ولا يشجع أحداً على البحث عن محتاج، وبالتالى فكرنا فى تسهيل الأمر على المتبرع، ومن حق أى شخص مضاعفة المبلغ».
رغم أنها طريقة مبتكرة لدفع الزكاة فإن أغاريد ترى أنها تضمن رجوع الزكاة لأصلها: «الأصل فى زكاة الفطر هى الحبوب أى الطعام، وهذا ما يكفله بنك الطعام لأننا لا نوجه الزكاة بشكل مادى وإنما بشكل عينى للمستحقين»، وأضافت: «ما ساعدنا على تنفيذ الفكرة هو تنازل شركات الاتصالات عن نسبتها فى هذه الرسائل التى اعتادت أن تحصل عليها ممن يستخدم مثل هذه الخدمة».
الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، شبه رسائل المحمول بالصكوك، وقال: «رغم اختلاف الوسيلة، فإنها تعتبر صكاً مثل صك الأضحية، وهو أمر جائز طالما أنها تذهب للمستحقين»، وأضاف: «أعتقد أن استخدام هذه الوسيلة هو الأضمن لوصول الزكاة للمحتاجين لأن الجمعيات الخيرية تبحث الحالة الاجتماعية للمحتاجين ولا توجه تبرعاتها إلا لمن ثبتت حاجتهم، وبالتالى هم أدرى بالمحتاجين، بدلاً من توجيهها للمحتالين والمتسولين، وفى حالة عدم وصولها للمستحق يكون الإثم على الوسيط وليس على المزكى لأنه أخلص النية.
فى الوقت نفسه، أبدى الشيخ فرحات المنجى من كبار علماء الأزهر، عدم استحسانه للفكرة، وقال: «زكاة الفطر تصل بأى كيفية إلا أن تسليمها باليد أولى وثوابها أعظم، فمثل هذه الطرق غير المباشرة يمكن استخدامها فى حالة العجز أو عدم عثور المزكى على مستحقين أو لو كان مسافراً فى الخارج ولا يستطيع دفع الزكاة من مكانه».