"الزكاة عبر المحمول".. صورة جديدة من صور استخدام التكنولوجيا الحديثة في التيسير علي الناس في أداء العبادات والطاعات يتم تداولها هذه الأيام من خلال الرسائل النصية عبر التليفون المحمول (s.m.s) حيث تدعو عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية لدفع زكاة الفطر من خلال المحمول، عبر إرسال رسالة نصية خالية إلي رقم معين، علي أن يتم تحويل سعر هذه الرسالة بالتنسيق مع شركة الاتصالات لحساب الجمعية الخيرية، التي تتولي بدورها إنفاقها علي الفقراء والمحتاجين. خاصة وانه لا يوجد في الشرع ما يمنعها؛ لأن النتيجة النهائية المرجوة من الزكاة هي وصول سعر الرسالة إلي الجهة الخيرية التي تقوم بدورها بإخراجها زكاة عن صاحب الرسالة، وإنفاقها وصرفها في مصارف الزكاة الشرعية بالنيابة عنه، فالقاعدة في التعامل مع الزكاة أن تصل الزكاة لمستحقيها بذاتها أو قيمتها، إما بطريق الشخص نفسه أو بطريق التوكيل، والوسيلة المستحدثة التي تحث المواطنين علي دفع زكاة الفطر عبر رسائل المحمول هي إحدي صور التوكيل من المزكي إلي الجهة الخيرية التي تحصل عليها من شركة الاتصالات، وكأن هذه الرسالة الفارغة إيصال تحويل 5 جنيهات من رصيد المزكي لصالح المؤسسة الخيرية. ومن جانبها تري عزة قورة - رئيس رابطة محترفي تنمية الموارد للمنظمات الأهلية- أن فكرة جمع زكاة الفطر من خلال المحمول نموذج متميز في تنمية الموارد للمؤسسة عبر الاستفادة من المناسبات الدينية، والفرائض الشرعية في زيادة القدرة المالية للجمعية في أداء دورها الخيري. وبالتحليل التفصيلي لجمع زكاة الفطر عبر رسائل المحمول، تري أنها فكرة مبتكرة ومتميزة في العمل الخيري، حيث إنها سهلة للغاية بالنسبة لدافع الزكاة، لا تحتاج منه التحرك والانتقال، أو الذهاب لسدادها في مكان معين، وتوفر للمزكي ضمانة حقيقية في أن زكاته ستصل لمستحقيها من خلال الثقة والمصداقية التي تتمتع به هذه المؤسسات صاحبة السبق في التجربة مثل مستشفي سرطان الأطفال وجمعية مصر الخير، مشيرة إلي أن وجود الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية علي رأس مجلس أمناء جمعية مصر الخير قطع الكثير من الجدل الذي كان من الممكن أن يحدث حول مدي شرعية دفع الزكاة عبر المحمول.