طارق عزيز فى أول حوار منذ اعتقاله: بوش وبلير أرادا تدمير العراق لخدمة إسرائيل

اتهم طارق عزيز، نائب رئيس الحكومة العراقية السابق فى نظام الرئيس الراحل صدام حسين، الرئيس الأمريكى باراك أوباما ب«ترك العراق لمصيره» بسحبه قواته القتالية، بالرغم من تصاعد أعمال العنف، مؤكدا أن حال بلاده حاليا أسوأ مما كان عليه فى عهد صدام.
وقال فى أول مقابلة يجريها منذ اعتقاله فى زنزانته، ونشرتها صحيفة «جارديان» البريطانية، إن الولايات المتحدة وبريطانيا «قتلتما بلدنا عندما ترتكبون خطأ يجب أن تصححوا هذا الخطأ وعدم ترك العراق يموت»، وأضاف: «عندما انتخب أوباما رئيساً اعتقدت أنه سيصحح أخطاء سلفه جورج بوش. ولكن أوباما مخادع ترك العراق لمصيره»، واعتبر عزيز أن العراق فى وضع أسوأ مما كان عليه قبل الغزو الأمريكى، مطالبا أوباما بعدم ترك العراق للذئاب على حد وصفه.
ودافع المسؤول السابق عن حكم صدام وقال: «خلال 30 عاما، بنى صدام العراق ، واليوم البلد مدمر، هناك المزيد من المرضى والجياع مما كان عليه الوضع فى السابق، والناس لا يحصلون على أى خدمات عامة. الناس يقتلون يوميا بالعشرات إن لم يكن بالمئات». وأضاف أن الرئيس الراحل «شخص أكن له احتراماً كبيراً وأحبه. إنه رجل سيثبت التاريخ أنه خدم بلده وخدم شعبه».
وأضاف أنه أمضى7 سنوات و4 أشهر فى السجن دون أن يرتكب أى جريمة بحق المدنيين أو العسكريين أو أى شخص آخر فى العراق ، وقال: «كل القرارات اتخذها صدام حسين، كان لدى منصب سياسى فقط، ولم أشارك فى أى جريمة، وعندما كنت عضواً فى الحكومة كان لدى مسؤولية أخلاقية وقد طلبت من صدام حسين ألا يغزو الكويت، لكن كان على أن أدعم قراره».
وقال عزيز: «حينما تم اتخاذ القرار قلت له قرارك سيقود إلى الحرب مع الولايات المتحدة وليس فى مصلحتنا قيادة حرب ضدها لكنه اتخذ القرار فى النهاية، وكنت وزيراً للخارجية وكان على الدفاع عن بلدى وأن أفعل أى شىء من أجل شرح موقفنا، لقد وقفت مع الجانب الصحيح».
وأضاف أن صدام كان مقتنعاً أن الغزو الأمريكى لبلاده سيتم فى نهاية 2002، وأنه حاول تحاشى الحرب بالسماح للمفتشين الدوليين بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل ومضى عزيز يقول إنه لن يدافع عن نفسه، لكنه فى كل أفعاله حاول خدمة العراق وأن القرار الوحيد الذى يندم عليه هو الاستسلام للقوات الأمريكية فى 24 أبريل 2003.
وقال عزيز «لقد كذب بوش وبلير عالمياً، لقد أرادا تدمير العراق من أجل إسرائيل وليس من أجل بريطانيا أو أمريكا» وأضاف: «كلنا ضحايا لأمريكا وبريطانيا، لقد قتلوا بلادنا». ووصف عزيز إيران بأنها «عدو العراق الأكبر»،
وقال: «كان علينا محاربتهم بكل ثمن، الآن إيران تبنى برنامجاً نووياً، والكل يعرف عنه، ولا أحد يفعل شيئاً، لماذا؟». من جانبه، علق زعيم القائمة العراقية إياد علاوى على اللقاء بالقول للصحيفة البريطانية «قولوا لطارق عزيز إنه سيبقى صديقى، وأنا أفكر فيه كل يوم، إنه رجل طيب وأعرف عائلته أيضاً بصورة جيدة، أتمنى له الأفضل، وأعتقد أنه من الخطأ سجنه لهذه الفترة الطويلة، إنه رجل كبير السن».