عودة الجدل حول «صخرة ديان» في إسرائيل ومطالب بنقلها من سيناء

مرة أخرى يعود الجدل حول «صخرة ديان» في إسرائيل. أُسر من قتلوا قبل أكثر من 30 عامًا، تعود لوسائل الإعلام في تل أبيب متحدثة عن مخاوفها من قلة المعلومات حول النصب التذكاري الإسرائيلي، المقام في قلب سيناء، منذ نصف عام تقريبًا بعد تهديد حركة ثوار سيناء بطلاء الصخرة بألوان العلم المصري، وانزعاجهم من عدم قدرتهم على زيارتها بشكل تام منذ أن «عمت الفوضى مصر».
وأقامت إسرائيل نصباً تذكارياً في مدينة العريش في نفس موقع تحطم مروحية عسكرية إسرائيلية أثناء فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وكتبت على أسماء النصب المقام على هيئة خريطة فلسطين الكاملة، والمجلوبة صخرته من جبل موسى في سيناء، أسماء قتلاها. وسمي النصب باسم «صخرة ديان»، نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي أصدر أوامره بإقامة النصب «موشي ديان». وتلتزم مصر بموجب اتفاقية السلام بحماية النصب التذكاري الإسرائيلي في سيناء، وبمنع أي اعتداء عليه.
تقول ليؤورا تامير شوركي، شقيقة الطيار الإسرائيلي ديفيد تامير، أحد قتلى المروحية الإسرائيلية، في حديث لموقع «القناة السابعة» الإسرائيلي، الأربعاء، إن عائلات القتلى كانت تزور النصب التذكاري إلا أن ذلك توقف سريعًا جدًا، وتضيف: «في السنوات الأولى لاتفاقية السلام مع مصر كانوا يوفرون لنا حماية جيدة، بعد ذلك لم تكن هناك حماية، لكن المصريين كانوا يساعدوننا في الوصول، بعد ذلك كان الأمر يتوقف على الوضع السياسي، ومنذ بدأت الفوضى في مصر توقفت الزيارات».
في إبريل الماضي، أعلنت «حركة ثوار سيناء» عن نيتها طلاء «صخرة ديان» بألوان العلم المصري أثناء احتفالات تحرير سيناء، وقال المنسق العام للحركة، محمد هندي، لوكالة معا الفلسطينية: «حاولنا مراراً هدم صخرة ديان بمدينة الشيخ زويد، إلا أن حراسة قوات الجيش للصخرة حال دون هدمنا لها، لذا قررنا طلاءها بألوان العلم المصري».
أثار قرار الحركة جدلًا كبيرًا على الساحة الإسرائيلية، وتوجهت عائلات القتلى الإسرائيليين، الذين تحطمت مروحيتهم في سيناء عام 1971، وأقامت إسرائيل نصباً تذكارياً لتخليدهم في العريش، يعرف إسرائيلياً ب«نصب العشرة التذكاري»، وعربياً باسم «صخرة ديان»، بطلب إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، لمطالبتها بالتدخل لدى السلطات المصرية، لمنع طلاء الصخرة بألوان العلم المصري، و«لمنع أي محاولة للإضرار بالنصب التذكاري، وتذكير القاهرة بالتزاماتها بالحفاظ على سلامة النصب التذكاري في اتفاقية السلام بين الدولتين».
وقتها، وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إعلان حركة ثوار سيناء بأنه «خطوة جديدة معادية لإسرائيل في مصر»، وأشارت الصحيفة إلى أن القاهرة التزمت في اتفاقية السلام بالحفاظ على النصب التذكاري للجنود، الذين سقطت مروحيتهم «عندما كانت سيناء جزءاً من إسرائيل»، على حد قول الصحيفة.
وعلق أحد مسؤولي الخارجية الإسرائيلية على الأمر للقناة الثانية من التليفزيون الإسرائيلي قائلًا إنهم سيطرحون الأمر على السلطات المصرية، «من أجل القيام بكل ما هو ممكن لتأمين النصب التذكاري وحمايته»، وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه «طوال سنوات، اعتاد الدبلوماسيون الإسرائيليون في القاهرة على الوصول للمكان من أجل التحقق بأنفسهم من وضع النصب التذكاري وأنه محافظ عليه وعلى سلامته».
وتابع: «ولكن التغيرات التي حدثت في المنطقة في العام الأخير والمظاهرات في مصر ضد إسرائيل طرحت تخوفاً من إمكانية استغلال أحد فرصة عدم استقرار الأوضاع في مصر من أجل تدمير النصب التذكاري».
وأعرب المسؤول عن تخوفاته قائلًا: «كما يقوم بدوي واحد بتفجير أنبوب الغاز الطبيعي، الذي ينقل الغاز لإسرائيل، من الممكن أن يتكرر الأمر مع النصب التذكاري، هذا الأمر غير مرتبط بالقيادة المصرية، لكن من شخص يعمل من أجل إحداث ضرر».
تقول ليؤورا شوركي، في حديثها لموقع «القناة السابعة» الإسرائيلية، الأربعاء، إن عائلات القتلى قلقة جدًا من وضع النصب التذكاري، وتضيف: «كل شيء يكتنفه الغموض، الكل يعرف ما يحدث الآن في مصر وقلقون جدًا. بعد اتفاقية السلام كانت هناك أحاديث حول نقل النصب، ولكن كان هناك تخوف من انهياره».
في 2009، نشرت «لياه نودل»، شقيقة الجندي الإسرائيلي الذي قتل في حادث تحطم المروحية عام 1971 «يسرائيل نودل»، مقالًا في وسائل إعلامية إسرائيلية، اقترحت فيه نقل النصب التذكاري إلى إسرائيل ك«حل وحيد لوقف معاناة أسر القتلى، التي تفكر فيما إذا دمر النصب التذكاري»، وقالت إنه في حال اتخاذ مثل هذا القرار فإنهم سيجدون من يموله.
وفي حوار مع صحيفة «معاريف» في إبريل الماضي طالبت نودل بنقل «صخرة ديان» إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقلت الصحيفة عنها قولها: «من أجل احترام من سقطوا ووقف معاناة الأسر الثكلى، يجب نقل النصب التذكاري إلى إسرائيل».وأضافت «نودل»: «أعتقد أنه حان الوقت الذي تستوعب فيه إسرائيل الدرس وتنقل النصب التذكاري إلى أراضيها، ولا يجب أن تبقيه مصدراً لمعاناتنا».
من ناحية أخرى، تتخوف شوركي، في حوارها، الأربعاء، مع موقع «القناة السابعة»، من فكرة نقل النصب، تقول: «لست متأكدة ما إذا كان هذا ممكنًا، هذه صخرة ضخمة تم جلبها من جبل سيناء، ارتفاعها 12 مترًا وتم نقلها عبر عملية هندسية كبيرة، من الصعب أن نؤمن أن تكون هناك إمكانية لنقلها دون أن تنهار»
وأعربت شوركي عن رغبتها في بقاء النصب التذكاري سليمًا، وقالت «كانت هناك صور قبل فترة من الوقت توضح أنها سليمة، ولكن بعد وجود تهديدات على الصخرة، وضع المصريون حماية عليها، ومنذ هذا الوقت أصبح كل شيء يكتنفه الغموض، لا يبدو لي أن أحدًا يعرف حقيقة ما هو الموقف».