المفكر الأمريكى ستيفن والت: أوباما يستحق «صفراً» من 4 فى العلاقات الخارجية.. ومهدد بفقدان مقعده فى 2012

يعد «ستيفن والت» أهم مفكر سياسى أمريكى فى مجال السياسية الخارجية فى الوقت الحالى، بل ويضعه كثيرون كواحد من أهم المفكرين على مستوى العالم أجمع، لذا فعندما يستعرض «والت» سياسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الخارجية وحتى الداخلية فلاشك أن لذلك أهمية كبيرة، خاصة إذا أعطى «والت» الرئيس الأمريكى صفراً من 4 فى السياسة الخارجية.
ويقول «والت» فى مقال له فى مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن أوباما حقق بعض الإنجازات على صعيد السياسة الخارجية مثل معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل مع روسيا والتقرب من إندونيسيا لمواجهة الصعود الصينى وتحسين الصورة الأمريكية فى مختلف أنحاء العالم.
غير أن «والت» يقول إن أوباما لم ينجز أى شىء فى المجالات التى يعتبرها الناخب الأمريكى رئيسية بالنسبة له، بما يهدد من فرص حزبه فى الفوز بانتخابات التجديد النصفى للكونجرس، والتى سيتم إجراؤها خلال شهور، وربما يهدد فرص أوباما نفسه فى إعادة انتخابه عام 2012.
ويرصد «والت» أداء أوباما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية فى النقاط التالية:
1-العراق
على الرغم من أن أوباما لم يذهب بأمريكا إلى العراق وأنه يلتزم بجدول انسحاب يبدو منطقيا، فإن العراق لن يستقر غالبا إذا انسحبت القوات الأمريكية، وحتى إذا استقر البلد فإن هذه الحرب ستعد هزيمة للولايات المتحدة، حيث فقدت مئات الأرواح ومليارات الدولارات، لتأتى فى النهاية بحكومة غير مستقرة ومتعاطفة مع إيران، وعلى الرغم من أن أوباما لم يورط واشنطن فى أى من هذه المشاكل إلا أنه سيتورط فى مطالبة الأمريكيين له بحل الأمر.
2- إيران
اتبع الرئيس أوباما نفس المنطق الذى اتبعه الرئيس بوش فى المواجهة مع إيران «امنحينا كل شىء بما فى ذلك وقف كامل لبرنامج تخصيب اليورانيوم وبعد ذلك سنكون سعداء لكى نجلس معك ونبحث فى مطالبك»، ولاشك أن هذا المنطق لن يعمل مع إيران، بل سيقتصر تأثيره على منح الصقور حجة بالهجوم على إيران بعد أن يعتبروا أن الوسيلة الوحيدة المتاحة لحل الصراع مع إيران القوة العسكرية.
وعلى الرغم من أن أوباما واجه عقبات تتمثل فى التوترات التى ظهرت فى إيران بعد الانتخابات الرئاسية فى 2009، فإن النهج الذى يسير عليه أوباما سيصل بنا إلى النتيجة الأسوأ وهى حرب جديدة.
3-الصراع الفلسطينى الإسرائيلى
بدا أوباما صادقا فى نيته تطبيق حل الدولتين منذ وصوله للسلطة وحتى خطاب القاهرة، إلا أنه بدأ فى التراجع المستمر خطوة خطوة عن هذا الموقف حتى إن سفير الولايات المتحدة السابق فى إسرائيل اعترف فى حوار مع صحيفة «هاآرتس» أن تراجع أوباما عن موقفه جاء بسبب ضغوط اللوبى اليهودى.
وعلى الرغم من أن التركيز حاليا ينصب على المحادثات المباشرة إلا أن هذه المحادثات تبدو غير ممكنة فى ظل امتناع الولايات المتحدة عن التحرك لمواجهة التوسع الإسرائيلى فى بناء المستوطنات.
4-أفغانستان
أكدت التسريبات الأخيرة حول الحرب فى أفغانستان ما كانت التقارير المختلفة تتناقله حول سوء الوضع فى البلاد، وأن «الشريك» الباكستانى للأمريكيين يلعب على الحبلين، وتضيف أفغانستان نقطة سوداء جديدة إلى أوباما، كما أن أوباما أساء لعلاقات أمريكا بدول عديدة من بينها الصين وباكستان وتركيا والبرازيل واليابان وألمانيا وبريطانيا، وذلك بعدم إقراره بأن هناك اختلافات تظهر فى المصالح مع الدول المتحالفة وأنه لا يمكنه معالجة تلك الخلافات بالحديث اللطيف فحسب.
ولاشك أن تلك الأمور كلها لم تكن لتثير مخاطر على إعادة انتخاب أوباما فى 2012 غير أن اقترانها مع الصعوبات الاقتصادية يهدد الرئيس الأمريكى الذى أتى بالزخم (الضجة والاهتمام) الأكبر بالتاريخ بأن يمكث 4 سنوات فقط فى البيت الأبيض.