قالت شبكة الأنباء الإنسانية «إيرين» إن الاحتجاجات «تتنامى» فى مصر بسبب نقص المياه، موضحة أن عشرات الآلاف من سكان «ثانى أكبر دولة مأهولة بالسكان فى أفريقيا» خرجوا للشوارع فى الشهور القليلة الماضية للاحتجاج والتظاهر على نقص المياه. وأضافت الشبكة فى تقرير حديث نشرته على موقعها، الخميس الماضى، أن هذا الوضع يفسر رفض الحكومة المصرية التنازل عن أى جزء من حصتها بمياه نهر النيل. ونقلت عن مراقبين محليين قولهم إن حجم وتكرار الاحتجاجات بسبب نقص المياه فى عام 2010 «لم يكن مسبوقا». كما نقلت عن خبراء قولهم إن الزراعة مسؤولة عن 70% من استهلاك المياه، فضلا عن طرق الرى التقليدية والتى تتسبب فى فقدان ما يتراوح بين 8 و17 مليار متر مكعب من المياه، كل عام. وأعدت « إيرين» قائمة ضمت المحافظات العشر «الأكثر تضررا» من ندرة المياه على الترتيب، حيث قامت الشبكة بإجراء مقابلات مع العديد من خبراء المياه على المستوى المحلى، لتسليط الضوء على هذه المناطق. ووضعت محافظة الإسماعيلية فى المرتبة الأولى، قائلة إنها شهدت احتجاجات «واسعة النطاق» نظمها المزارعون، الأسابيع الماضية، لأنهم لم يتمكنوا من رى أراضيهم. وجاءت محافظة الدقهلية فى الترتيب الثانى، مشيرة إلى أن الفلاحين احتجوا فيها بسبب ندرة الرى والتى صارت «شائعة» فى هذه المحافظة الزراعية. فى حين تلتها محافظة كفر الشيخ، حيث أكد الفلاحون فى قرية الترزى أن مياه الرى توقفت عن الوصول إلى أراضيهم لمدة عشرة أيام، ومن ثم نظموا احتجاجات، مؤكدين أن نقص المياه تسبب فى موت المحاصيل، فى حين «لا تفعل» الحكومة شيئا. واحتلت محافظة الشرقية المرتبة الرابعة، وأوضحت الشبكة أن مياه الرى «غير الكافية» ينتج عنها تدمير مئات الأفدنة من الأراضى الزراعية، مما اضطر الفلاحين إلى استخدام مياه الصرف الصحى فى الرى. وتلتها محافظة الفيوم التى اشتكى فيها الفلاحون من ملاك الأراضى ذوى النفوذ، الذين يتمتعون بعلاقات سياسية، ومن ثم يستأثرون بالمياه أينما كانت متوفرة. وجاءت دمياط فى الترتيب السادس – تسببت ندرة المياه فى انتشار «مشاعر الغضب» وتلتها «مرسى مطروح» حيث جفت القناة التى تنقل المياه لها من النيل، مما أدى إلى القحط وكثير من المصاعب. وزاد الطلب على المياه فى المنيا – الثامنة – بسبب ارتفاع درجة الحرارة، بينما خرج الفلاحون فى بنى سويف – التاسعة – إلى الشوارع، منذ أسبوعين، بسبب نقص مياه الرى. وانتهت قائمة «إيرين» بمحافظة الإسكندرية فى الترتيب العاشر، حيث أوضحت أن عشرات الآلاف من الأفدنة سوف تتعرض للجفاف فى قرية النوبارية، الواقعة جنوبالإسكندرية. وشبكة «إيرين» تابعة لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ولكنها مستقلة من الناحية التحريرية، ولا تعبر بالضرورة عن رأى المنظمة.