بعد 16 عاماً من انتقال سوق الجمعة من منطقة المقابر المجاورة لمسجد الإمام الشافعى إلى أسفل كوبرى التونسى، أعاد شباب التجار السوق إلى مكانها القديم، وافترش المئات منهم بضائعهم داخل منطقة المقابر، وسط تواجد أمنى كثيف. كانت سوق التونسى قد تعرضت لحريق مروع، أصدر على إثره محافظ القاهرة قراراً بنقل السوق إلى مدينة 15 مايو، ما أثار غضب شباب التجار الذين يعتبرون السوق مصدر رزقهم الوحيد. وشهدت السوق ازدحاماً شديداً على الرغم من أن أجهزة الأمن منعت إقامتها أسفل كوبرى التونسى طيلة الأسابيع الماضية، لكنها لم تمنع عودتها إلى مكانها القديم، ولوحظ اقتصار السوق على تجار اليوم الواحد وعدم انتقال التجار الدائمين المتخصصين فى السيراميك والأخشاب. وقال أحمد محمود محمد، بائع ملابس، حاصل على ليسانس حقوق، إنهم رفضوا الانتقال إلى السوق الجديدة، لاعتقادهم أنها «وهمية»، وتساءل: هل سيذهب المواطنون إلى مدينة 15 مايو؟.. نحن الآن ندفع للبلطجية أموالاً طائلة حتى نتمكن من الوقوف بالسوق، والمكسب «يادوب»، فماذا سنفعل إذا انتقلنا ل«آخر الدنيا»؟!. والتقط طرف الحديث محمود صالح: «أنا باكسب 100 جنيه فى اليوم، فى الوقت الذى أضطر فيه لدفع نحو 15 جنيهاً لنقل بضاعتى إلى مكان السوق، فكم سأدفع لأنقل بضاعتى إلى مدينة 15 مايو، وبافتراض أن الزبائن ستذهب إلى السوق الجديدة فهل سيدفعون الفرق بين الأسعار لأننى سأضطر إلى تحميلهم فرق نقل البضاعة، وهو ما سينعكس بالسلب علينا؟»، مذكراً بأن معظم رواد السوق من الطبقة الفقيرة أو المتوسطة، ولن يستطيعوا أن يدفعوا الفرق. وقال سيد ضاحى، أحد سكان المنطقة: «أتمنى انتقال السوق من هنا، على الرغم من أننى قد أستفيد منها، لأننى أخاف على بناتى من انتشار البلطجية وشرب المخدرات ولاعبى القمار».