علق الدكتور طلعت منصور، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس، على المقال الذى نشرته مجلة «تايم» الأمريكية، مؤكداً أن عملية «التمدرس» (schooling) فى المدرسة مهمة جداً، ولا يمكن الاستغناء عنها، واعتبر أن الحالة الأمريكية ليست قاعدة عامة يمكن الانطلاق منها فيما يتعلق برؤية الطلاب للتعليم والإجازة فى كل مكان، وأن المدارس لا يُنظر إليها دائماً على أنها سجن أو عمل بالنسبة للأطفال. وأضاف «منصور» أن «التمدرس» يتمثل فى إحداث التوازن بين التعليم وعلاقته بالترويح من خلال الأنشطة التى يشارك فيها الطلاب فى المدرسة، دون أن يأتى أحدهما على حساب الآخر، مطالباً بتقديم المقررات الدراسية للطلاب على أنها «وجبة سهلة الهضم» بحيث يصبح التعليم قائما على التعلم الذى يقود إلى المعرفة والتطور، إلى جانب تأهيل التلميذ أو المتعلم للخروج إلى المجتمع والتعامل معه. وأقر «منصور» بأن التعليم فى مصر به الكثير من السلبيات، إلا أنه يتضمن جوانب إيجابية كثيرة، مقارنة بدول أخرى، فليس لدينا ظاهرة «رفض التعلم» التى تحدث فى أمريكا. من جانبه، رأى الدكتور محمود كامل الناقة، رئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس، عضو مجمع اللغة العربية، أن مصر ليست بها حالياً مدرسة بالمفهوم الأمريكى تعتمد على الأنشطة أكثر من التلقين، فضلاً عن أن المدارس المصرية الحكومية تكاد تكون خالية من الطلاب. وتابع «الناقة»، معلقاً على المقال الأمريكى: «عندما كانت لدينا مدارس حقيقية فى مصر، كانت أشبه بالمعتقل، وعبئاً على الأولاد، فى ظل تكليفهم بواجبات مدرسية يومية، ومعاناتهم، طوال العام، من حفظ المنهج النظرى دون أى أنشطة موازية». واعتبر رئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس، أن المدارس المصرية لا يمكن استغلالها حالياً لخدمة الأطفال فى الإجازة الصيفية لأنها ليس بها معلمون أو فناء أو حجرات أنشطة، داعياً إلى إنشاء منظمات موازية للمدرسة مثل نوادى الصغار، ومراكز الشباب، لتحقيق هذا الهدف، وخدمة الطلاب الذين «لا يجدون مؤسسة تربوية تعليمية جيدة طوال العام الدراسى، أو حتى يقضون فيها الإجازات الصيفية، مما ينتج شخصيات ضائعة».