من منا لا يتذكر المشهد الكوميدى البديع الذى يجمع الفنان عبدالمنعم مدبولى مع مريض نفسى يردد طوال الوقت: «أنا مش قصير قزعة.. أنا طويل وأهبل» قصار القامة ليسوا بحاجة اليوم إلى ترديد نفس المقولة الشهيرة، خاصة بعد انتشار تقنية علمية لإطالة العظام، التى قد تحول الأقزام إلى عمالقة. الدكتور جمال أحمد حسنى، أستاذ جراحة العظام والكسور بطب بنها يقول: منذ أكثر من 100 عام فكر الأطباء فى إطالة العظام القصيرة، وكان ذلك يتم فى البداية بشكل قاس حيث تكسر العظمة وتوضع بعض المواد المطلوبة ثم يتم تركيب العظمة مرة أخرى، وكانت نسبة نجاح هذه العملية محدودة.. وفى الثلاثين عاما الأخيرة حدثت ثورة علمية عندما اكتشف أحد العلماء الروس قانون المط والجذب لأى نسيج حى فى جسم الإنسان، وطبق ذلك على العظم بمطه بمعدل 1 مل يوميا لينمو بشكل طبيعى بمعدل سنتيمتر شهريا، وقد أحدث استخدام هذه التقنية نقلة كبيرة فى نتائج الإطالة، فبعد أن كانت أقصى مسافة تطويل هى 10% من الطول الأساسى للعظمة أصبحت الآن تصل إلى 100 وأحيانا 115% بنسب مضاعفات محدودة للغاية.. وهو الأمر الذى ساعدنا كثيرا على إطالة الأقزام حيث يتم إطالة الساقين ثم الفخذين والذراعين لإحداث التناسق بين الأطراف بمعدل حوالى 30 سم، مما يعنى أن القزم لو بلغ طوله 130 سم وتم إطالته بالمعدل السابق فسيصبح طوله160 سم أى شخص طبيعى. هناك ثلاثة أسباب للقصر هى الأكثر شيوعا فى الوطن العربى، الأولى العيوب الخلقية نتيجة زواج الأقارب، الثانية مضاعفات الكسور الخطيرة التى تكون غالبا بسبب الحوادث ويكون فيها الجلد والعضلات ممزقين والكسر به تفتت فينتج عن ذلك قصر فى طرف عن الآخر.. أما السبب الثالث فهو الحالات المتبقية من مرضى شلل الأطفال، وهذا لا يمنع علاج أشخاص طبيعيين يكون طولهم أقل من المعدل الطبيعى، وهؤلاء نتعامل معهم بتطويل الساقين والفخذين.. مع العلم بأن الإطالة متاحة لكل الأعمار عكس الاعتقاد الشائع باقتصارها على صغار السن لكن تتحدد نسبة الإطالة من خلال رؤية الطبيب. ويمكن تطبيق هذا العلاج على أعضاء كثيرة بالجسم كاليدين، القدمين، وحتى الأصابع القصيرة أو التى تعرضت للبتر، وذلك بآلية بسيطة جدا حيث يتم وضع مثبت خارجى للعظمة وعمل شرخ بسيط بها، وبعد الالتئام نبدأ عملية المط بشكل يومى.. وهناك أساليب حديثة فى هذا الأمر ومنها استخدام الكمبيوتر والذى قضى على مشكلات طرق الإطالة البيولوجية حيث كانت تعتمد على نوع معين من بروتينات العظام مرتفعة التكلفة. الإطالة جراحة، لهذا يجب اتخاذ جميع المحاذير كإجراء التحاليل قبل العملية والمتابعة بعدها مع طبيب إطالة محترف، ويجب التيقن من أن نتائج التطويل تختلف باختلاف العمر والعظام ونوع العيب، فالعضد مثلا يستغرق وقتا أقل من الفخذ، والعيوب الخلقية مدة علاجها أقل من مضاعفات الكسور كما أن أصحاب السن الصغيرة لا يستغرقون وقتا طويلا كالبالغين. وعلى الأسرة التنبه إلى بوادر القصر غير الطبيعى لدى أى من أفرادها، فقد يكون التقزم موجوداً منذ الميلاد ويظهر ذلك فى «السونار» وبعد ميلاد الجنين حيث يكون عضده، أصابعه وفخذه قصيرين، أو يظهر الأمر مع الوقت وهذا يستلزم من الأبوين متابعة نمو الطفل مع طبيب للتنبه لذلك مبكرا.. ولا يجب القلق من أى حالة قصر فقد يكون الأمر عارضا وتحدث للشخص طفرة فيطول أثناء البلوغ.