من المؤكد أنه من الصعب أن تمارس العنصرية فى الرياضة، ونحن نجد فى منتخبات العالم المختلفة الأبيض جنباً إلى جنب مع الملون، والمسلم جنباً إلى جنب مع المسيحى وأحياناً تفرض عليه الظروف أن يكون مع اليهودى، وفى النهاية هى رياضة أرقى أنواع الترفيه، ومصدر السعادة والتسلية لجميع شعوب العالم، اعذرونى على هذه المقدمة لأننا فى مصر دولة العجائب ودولة المماليك ودولة اللى يحب يعمل حاجة يعملها، وكله نايم، المهم أنك لا تتعدى الخطوط الحمراء، وغير ذلك فليفعل كل شخص ما يريد، حتى لو أدى ذلك إلى إيذاء الآخرين وإلى سلبهم بعض حقوقهم أو إلى تحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة.. فوجئت الأسبوع الماضى بأن أحد أندية الجولف فى القطامية يرفض اشتراك أى محجبة وممنوع عليها ممارسة الرياضة لأنها مسلمة محجبة حتى لو كانت من قاطنى المنتجع أو القرية أو الكمباوند الذى يقع النادى داخله، والأغرب أن مالكى هذا النادى والمتحكمين فيه مسلمون أباً عن جد. ربما كان يمر على هذا الحديث دون توقف، لولا أحداث مماثلة حدثت منذ بداية هذا الصيف فى الساحل الشمالى الذى يغط بالشباب والفتيات من جميع الأعمار والمستويات والأفكار والديانات، فوجئ العديد من الفتيات المحجبات بمنعهن من دخول أماكن عديدة، لماذا؟ لا أحد يدرى، هل المحجبة الآن أصبحت منبوذة من أصحاب هذه الأماكن التى ربما يكون أصحابها أساساً من الطبقة الدنيا وقفزوا على السطح فى طفرة من طفرات مجتمعنا الفاسد الذى أعطى كثيرين أكثر مما يستحقون، الغريب أن الإعلام صحافة وفضائيات لم يعلق على هذه التصرفات، رغم أن الكثيرين من الإعلاميين حريصون على التواجد فى هذه الأماكن. بأى حق وأى قانون يملك أحد أن يمنع مواطناً من الدخول لمجرد أنه مسلم ملتزم، نولع الدنيا ولا نطفئها عندما يحدث فى بلد أوروبى أو فى أمريكا أى تجاوز مع مسلم أو مسلمة، ونحن هنا فى مصر التى دخلها الإسلام منذ خمسة عشر قرناً وبها الأزهر الشريف نتطاول على الحجاب أحد رموز الإسلام. إننى ضد مصادرة حرية المواطن وضد أن يكون لكل واحد فى مصر قانونه، هل لو أتت زوجة مسؤول محجبة هل يستطيع أى شخص منعها؟ بالطبع لا. إن ما يحدث فى هذه الأماكن هو موضع سخيفة لا تصدر إلا من سخفاء مغرورين يتشدقون بمظاهر ليست فى مجتمعنا، يظنون أنهم بذلك أصبحوا أوروبيين وأماكنهم فقط للخاصة. لا ياسادة هذا خطأ واعوجاج فى التفكير ومن يظهر أنه يفعل ذلك إرضاءً للدولة وأن ذلك نوع من الوطنية وردع للتيار الإسلامى المتطرف، فهذا تخلف وقصور فى التفكير وغباء سياسى يزيد من حدة التوتر والكبت الذى بداخل الكثيرين. هل نحن فى حاجة إلى ضغط يضاف إلى الضغوط الموجودة داخل المجتمع الذى قارب على الانفجار؟ هل نحن فى حاجة إلى من يسن قوانين ويحاول فرضها على الآخرين؟ أنا هنا لا أشجع المحجبات أو غيرهن على ارتياد هذه الأماكن المنتشرة فى الساحل الشمالى وغيره من الأماكن، وأنصح بعدم ارتيادها لأسباب عديدة مثل الخمر الذى أصبح متاحاً حتى للقصر، والتجاوزات العديدة بين الشباب والفتيات والألفاظ الخارجة والرقص الخليع والعراك المستمر بين الشباب، خاصة بعد أن يفقدوا وعيهم من كثرة الشرب، كل ذلك يجعل كثيرين سواء من المحجبات أو غيرهن حريصات على عدم التواجد فى هذه الأماكن، ولكن بمحض حرية شخصية، ولكن أن أمنع فهذا غير مقبول وخطأ وتعد على حقوق المواطنين وتفرقة عنصرية يعاقب عليها القانون، ويجب غلق جميع هذه الأماكن التى تمارس هذه التفرقة التى نتشدق بنبذها ونندد بمن يفعلها. أحد هذه الأماكن يتبع شركة سيارات عالمية، والمسؤول عن الدخول انبرى وأخذ قراراً من نفسه بعدم دخول المحجبات وبمجرد علم أصحاب الشركة بالتصرف الشخصى من السيد المسؤول، تم تعنيفه وتم السماح للجميع بالدخول سواء محجبة أو غير محجبة. أتمنى أن تحذو باقى الأماكن نفس التصرف لأن هذا هو العدل والمساواة، ونلتقى الأسبوع القادم بإذن الله. [email protected]