«التراب والعنكبوت مبهدلين البيت يا هانم».. كلمات يرددها رجال كثيرون على مسامع زوجاتهم، تقابلها عصبية من المرأة عندما يقترب زوجها مما تعتبره خطوطا حمراء، كأن يعبث بالمطبخ ويقلبه رأسا على عقب من أجل عمل كوب شاى مثلا.. ورغم بساطة كل تلك المناوشات الزوجية إلا أن دراستها وفهم طريقة التعامل معها ضرورى لعدم تفاقمها، وهو ما يدفعنا للتساؤل: «من هو مدير البيت.. أو البيت لمين؟». تجيب عن السؤال الإذاعية منى عمار، مدير البرامج الثقافية بإذاعة الشباب والرياضة وتقول: «البيت ملك للزوجين مع ضرورة أن يقتنع كل منهما بوجود اختصاصات للآخر.. وبالطبع مسألة تنسيق المنزل من مسؤوليات المرأة مع إمكانية أن يشترك الرجل برأيه كاستشارى فقط، وغير مطلوب منه على الإطلاق أن يشارك كناقد لما تقوم به المرأة من أعمال منزلية.. وهذا ما يفعله (الزوج الفاضى) حيث يكرس كل وقته وجهده لانتقاد ما تقوم به زوجته.. وبالنسبة لى البيت يعد من شأنى أنا ولكننى أحتاج لمساعدة زوجى فى بعض الأوقات خاصة تلك التى أكون فيها فى العمل وهو متواجد بالمنزل مع الأولاد، لهذا تسير علاقتنا منذ 25 عاما على ما يرام مع وجود بعض التأفف فى عدة مواقف عندما حاول التدخل فى شؤونى، كانتقاده لنظافة المنزل أو إفساده لترتيب المطبخ أثناء تحضير الطعام، لهذا يمكن القول بأن تدخل الرجال فى الأمور المنزلية غير مستحب». «البيت بيتنا كلنا، لكن إدارته للمرأة».. هكذا يقول الدكتور سعيد اللاوندى – خبير العلاقات السياسية الدولية، ويضيف: الحياة التى نعيشها الآن تقوم على التخصص.. والزواج فكرة تكاملية بين طرفين، المرأة بحكم تكوينها ورهافة حسها هى المسؤولة عن تنسيق جماليات المنزل وكل ما يخصه من شؤون، من هنا نجد أن تدخل الرجل فى الأمور المنزلية من تنسيق أو طهى طعام قد يكون أمرا مقبولا إذا كان هذا بدافع المشورة التى تطلبها منه الزوجة، لكن أن يقوم بذلك من باب فرض الرأى والتسلط فإن الأمر يصبح مزعجا لأن المرأة لا تقبل أبدا التدخل السافر فى شؤون مملكتها حتى ولو كان ذلك من زوجها نفسه، خاصة وأن أغلب الرجال يفتقرون إلى الإبداع، ورغم هذا أجد معظم أصدقائى «حشريين» يتدخلون ويمارسون سلطتهم الأبوية وانتقاداتهم حتى فى الأمور المحسومة والمعروف أنها من شؤون المرأة. بطبيعتى كنت دائما بعيدا عن البيت وأشغاله، حتى عندما كنت «أعزب»، لأننى أعتبر أن هذه المساحة ليست لى.. لذلك ومنذ 20 عاما من الزواج لم أحاول أبدا التدخل فى الشؤون المنزلية وتركتها بأكملها لزوجتى رغم مشاغلها وهى فعلا حريصة على ألا تترك لى مساحة للانتقاد، وأكثر ما يعجبنى فى إدارتها للمنزل هو النباتات الكثيرة التى تزينه. وتختلف نيرة محمود (25 سنة) وتقول: شؤون البيت أمر خاص بالمرأة.. وسوف أشترط على زوجى عدم التدخل فى أى من الأمور المنزلية إلا إذا طلبت مساعدته.. لتفادى ما كان يحدث من مشكلات بسبب تدخل أبى فى كل كبيرة وصغيرة من شؤون البيت، فكان إذا رأى بعض الأتربة يسارع بانتقادنا ويقوم بتنظيفها بنفسه، إضافة إلى أنه يصف أى شىء غير موضوع فى مكانه بأنه ملقى، مما يجعله يصفنا بالإهمال بسبب ودون سبب، وذلك كان سببا للمشكلات.