أحد عشر ضابطاً قادوا ثورة يوليو 1952 هم أعضاء مجلس قيادة الثورة، يليهم عشرات آخرون من رتب متشابهة أو أقل، وهم الضباط الأحرار ما بين رتبة الملازم أول حتى رتبة البكباشى أو المقدم!! وهى مجموعة متميزة ونخبة لا يستطيع أحد أن ينكر أو يشكك فى وطنيتها وشجاعتها وكفاءتها.. وإذا كانت الأقدار قد أتاحت لنا أن نتعامل عن قرب مع اثنين من هذه الثلة الرائعة من أبناء مصر وهما عبدالناصر والسادات، فقد أثبتت التجربة -رغم ما يقال عن هذين الزعيمين- أنهما زعيمان من ذوى القامات والمقامات الرفيعة على مستوى العالم.. صحيح أنهما من لونين مختلفين إلا أنهما أصحاب رؤية وموقف وقرار وفراسة واستشراف وإلهام لا يمكن لأى مؤرخ منصف إلا أن يقر بها، وها هو التاريخ كل يوم ينصفهما وينحاز إليهما!! وإذا كنا قد خبرنا عبدالناصر طيلة ثمانية عشر عاماً فوجدناه قائداً ملهماً رابط الجأش، وزعيماً لا يشق له غبار، له رؤية ورأى وفكر وصاحب قرار جسور لا يهاب، ومقدام لا يخاف، وأمين لا يخون، ومقاتل لا يخور.. وإذا كنا طوال إحدى عشرة سنة خبرنا السادات فوجدناه قد قاد الأمة للتغيير مستوعباً متطلبات العصر ومعطياته الجديدة، حارب حين كانت الحرب ضرورة، وتفاوض وتصالح حين رأى أن الصلح والسلام خيار حتمى فى ظل ظروف دولية.. ومن يدرى فربما كان الآخرون من قادة الثورة لو سمحت لهم الأقدار باعتلاء السلطة لرأينا لهم باعاً وطولاً وإنجازاً يساوى أو يزيد كالبغدادى والشافعى وحسن إبراهيم وصلاح سالم ويوسف صديق وكمال الدين حسين وغيرهم من رجالات تلك الكتيبة المتميزة من أبناء مصر الذين كانت لهم ذات الفرصة فى اعتلاء قمة السلطة لولا تصاريف الأقدار وحكمتها التى لا ندريها!! فتحية وفاء وعرفان وإجلال لهم فى عيد ثورتهم الخالدة وباقة ورد بعرض كل مصر وطولها.. وتمنيات باستراحة شيخوخة هادئة لمن ما زال منهم على قيد الحياة السيدين زكريا محيى الدين وخالد محيى الدين. كمال الدين حسين الشريف مستشار إعلامى - أسيوط