أمضيت هذا الأسبوع وقتا طيبا فى إدارة القوات المسلحة بمنشية البكرى أعاد لى ذكريات فترة من حياتى عشتها فى الجيش قبل أن أغادره للعمل فى الصحافة والمسرح بعد انتهاء فترة الانتقال التى تقررت بثلاث سنوات تتولى فيها قيادة ثورة يوليو مسئولية الدولة.. وهى السنوات الخصبة التى تحققت فيها الإنجازات الآتية.. جلاء القوات البريطانية عن مصر فى يونيو 1955. إصدار قانون تحديد الملكية الزراعية فى 9 سبتمبر 1952. إقرار مجانية التعليم فى جميع مراحل الدراسة.. إصدار قانون بمشاركة العمال فى مجالس إدارة الشركات.. بداية العمل بقانون التأمين الصحى.. إلى غير ذلك من القوانين التى جعلت الشعب ينتصر فى معركة محاربة الفقر والجهل والمرض وهو الشعار الذى كان يتردد قبل الثورة.. وكنت قد غادرت الجيش فى رتبة صاغ أو رائد بعد أن تخرجت فى كلية أركان الحرب بعد أن عملت مدرسا فى مدرسة المدفعية المضادة للطائرات بجناح الأنوار الكاشفة بالمعمورة بالإسكندرية.. وشغلتنى الحياة المدنية التى مارستها فى عالم الصحافة والثقافة والسياسة.. ولكن بقيت لى من سنوات العمل فى القوات المسلحة أعز الذكريات مع أعز الأصدقاء .. وخلال ذلك منحت معاشا استثنائيا كان قد تقرر للضباط الأحرار من جمال عبد الناصر وقدره 150 جنيها شهريا.. واستمر كذلك إلى أن قرر أنور السادات إعطاء جميع الضباط الذين خرجوا إلى المعاش دون تحقيق معاشات رتبهم.. وكانت دفعتى التى كان الأول فيها هو وهيب زكى قد وصلت إلى رتبة اللواء التى منحتنى معاشا قدره 160 جنيها شهريا. وكان تحقيق شخصيتى قد بقى يحمل رتبة رائد وفى جلسة مع زميلى السابق فى الدفاع الجوى اللواء الراحل يوسف صبرى أبوطالب وزير الدفاع الأسبق أبلغنى عن حقوقى كضابط سابق فى المعاش. فى الحصول على تأمين صحى وبطاقة علاج.. وقد جاءت فى وقتها مع تقدم العمر.. واليقين فى أن العلاج بالقوات المسلحة هو أمر ضرورى للمحافظة على صحة العسكريين. وكانت زيارتى فى هذا الأسبوع إلى إدارة تحقيق الشخصية فى القوات المسلحة بمنشية البكرى لتجديد بطاقة التأمين الصحى بعد أن شغلتنى عن تجديدها مشاكل الحياة.. وهناك أعادت لى الساعات التى أمضيتها مع شباب الضباط ذكريات عزيزة للسنوات السبع عشرة التى قضيتها فى صفوف القوات المسلحة الرسمية. كان الضباط من مختلف الرتب قد اجتمعوا لتجديد بطاقاتهم الصحية والعلاجية.. وكانت أحاديثهم المشتركة تبادلا لذكريات عزيزة.. ونسجا لروابط مشتركة.. وتأكيدا لمشاعرى الخاصة فى الارتباط بسنوات العمر فى الدفاع الجوى.. والتى أتاحت لى فرصة زيارة فلسطين عام 1947 قبل أن توجد إسرائيل عندما ذهبت فى بعثة مع عدد من الزملاء الضباط إلى مدرسة الدفاع الجوى البريطانية فى قرية الطيرة الفلسطينية القريبة من حيفا.. وشعرت خلال الأيام التى قضيتها هناك فى فلسطين بأن الوحدة العربية فى فلسطين هى نسيج بين الأديان المختلفة بلا تفرقة. وكان موقف الضابط المسئول عن إدارة تحقيق الشخصية مثيرا للتقدير. إذ إنهم يخصصون أياما للرتب المختلفة .. ورتبة رائد فى يوم غير يوم رتبة اللواء.. ولكنه عندما علم أن دفعتى كلها فى رتبة اللواء جعلنى ألحق بهم وجدد لى تذكرة العلاج. الوقت الذى أمضيته فى منشية البكرى أعاد لى ذكريات شخصية عزيزة عن الجيش.. عندما كنت أعمل خلال حرب فلسطين ضابطاً مناوباً لسلاح المدفعية.. أتلقى أخبار ميدان القتال فى فلسطين.. وما نفقده من ضباط وجنود استشهدوا فى سبيل العروبة.. وذلك إلى جانب البطولات التى قام بها الضباط والجنود فى حرب الاستنزاف التى امتدت ثلاث سنوات وشهرين كانت تتكبد فيها إسرائيل خسائر شبه يومية.. وحرب أكتوبر التى أذهلت جميع المراقبين لشجاعة الجنود المصريين أثناء اقتحامهم قناة السويس واحتلال خط بارليف على الضفة الشرقية للقناة خلال ساعات.. وحققت أعظم الانتصارات. عتاب من الكروكيه لأجهزة الإعلام كانت القاهرة خلال هذا الأسبوع ساحة لمباريات رياضية دولية فى لعبة الكروكيه لم تقدم الصحافة ولا أجهزة الإعلام عنها شيئا.. رغم أن لعبة الكروكيه منذ شارك الاتحاد المصرى للكروكيه الذى شرفت بتأسيسه عام 1967 وارتباطها بالاتحاد الدولى عام 1996 وهى تحصد البطولات الأولى لسنوات متتالية منذ عام 1996 فى بطولة العالم التى أقيمت بإيطاليا.. وتبعتها البطولات الثانية والرابعة عام 1997 فى مصر والثالثة فى إنجلترا عام 1997 ، والخامسة فى فلوريدا بالولايات المتحدةالأمريكية والسادسة فى إنجلترا عام 2004 ثم السابعة فى نيوزيلندا عام 2006 والكروكيه هى الرياضة الوحيدة التى تميزت فيها مصر وأصبحت لها سمعة دولية شهيرة. وقد شاركت مصر فى مباريات هذا العام الدولية التى تقام للمرة الأولى للاعبين واللاعبات فوق سن الخمسين، الذين وفدوا من أسكتلندا وإنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا ولعبوا فى القاهرة على ملاعب نادى الجزيرة ومركز شباب الجزيرة.. وحصلت مصر على المركز الأول حيث تفوق هشام أبو إصبع على اللاعب البريطانى موليز فى ملاعب الاتحاد بمركز شباب الجزيرة.. وهو اللاعب المصرى عضو نادى الجزيرة الذى سبق أن أحرز بطولة العالم التى اشتركت فيها مصر للمرة الأولى بإيطاليا. ولم يشهد المباريات أحد من المسئولين فى جهاز الرياضة على غير ما اعتدنا عليه عند بدء المباريات الدولية عندما كان الدكتور عبد المنعم عمارة والدكتور على الدين هلال مسئولين عن الشباب والرياضة. وتدفعنا هذه الحالة إلى مطالبة الصحافة الرياضية بعدم التركيز على لعبة كرة القدم وحدها.. وتشجيع الألعاب الأخرى التى تبرز فيها المواهب المصرية وأخيرا.. قد يتصور البعض أن لعبة الكروكيه مقصورة على عدد محدود من اللاعبين واللاعبات.. وهو أمر يختلف عن الحقيقة.. فمنذ تشكل الاتحاد من ثلاثة نواد فقط هى الجزيرة وهليوبوليس والإسكندرية أصبحت اللعبة تمارس فى 22 ناديا منها بعض النوادى فى الإقاليم مثل الحوامدية وكفر الشيخ وأسيوط وكثير من الفنادق والقرى السياحية.. وواجب الإعلام والصحافة تشجيع هذه اللعبة للاحتفاظ ببطولتها التى لم تحققها لعبة رياضية أخرى بهذه الصورة حتى الآن.