وزير الخارجية الفلسطيني يلمح إلى دور أمريكي فى إفشال اجتماع عدم الانحياز

ألمح وزير الخارجية الفلسطينى، رياض المالكى، إلى دور أمريكى محتمل فى إفشال اجتماع لجنة فلسطين فى منظمة دول عدم الانحياز فى رام الله، معتبراً أن هذا التعطيل يهدف إلى عرقلة تحرك السلطة الفلسطينية فى اتجاه تحركها إلى الأمم المتحدة. وكان من المقرر أن يوقع المبعوثون على إعلان يدعم الفلسطينيين قبل التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على وضع دولة غير عضو فى المنظمة الدولية الشهر المقبل.
وألغى اجتماع لجنة فلسطين فى منظمة دول عدم الانحياز الذى كان مقرراً، الأحد، في رام الله، بعد منع إسرائيل 4 وزراء خارجية من دخول الأراضى الفلسطينية هم وزراء كوبا وبنجلادش وماليزيا وإندونيسيا على أساس أن الدول الأربع لا تعترف بإسرائيل. وقال مسؤولون فلسطينيون إن ضيوف المؤتمر الآخرين ومنهم وزيرا خارجية مصر وزيمبابوى حصلوا على الموافقة على الحضور لكنهما رفضا تضامنا مع المبعوثين الآخرين.
وقال المالكى «لا نستطيع إلا أن نشير إلى أنه قد تكون هناك أصابع لدول أخرى حاولت بأشكال مختلفة التأثير على الوفود التى كان مقررا أن تشارك وتدخل إلى فلسطين».
وعما إذا كانت الولايات المتحدة بين هذه الدول، أجاب المالكى «لا يمكن ربط هذا الاجتماع بذهابنا إلى الأمم المتحدة إلا إذا ارتأت الإدارة الأمريكية أن تربط كل شىء بعضه مع بعض». وأضاف «لذلك ربما ارتأت واشنطن أن نجاح هذا الاجتماع سيحفز القيادة الفلسطينية للذهاب بشكل سريع للأمم المتحدة لنيل مكانة وصفة دولة غير عضو، وربما ترى أن هذا الاجتماع سيطمئن القيادة الفلسطينية أن لديها من الأصوات الكافية للتوجه للأمم المتحدة».
وقال إن «هناك دولا التقت مصالحها مع إسرائيل لإفشال الاجتماع لتخوفها من أنه سيصب فى صالح الشعب الفلسطينى والشرعية الفلسطينية وسيصب فى صالح الجهد الذى يبذل للحصول على الحقوق الفلسطينية خاصة العضوية فى الأمم المتحدة».
كان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أعلن أن القيادة الفلسطينية تنوى التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل للحصول على صفة دولة غير عضو فى المنظمة الدولية.
بدوره، قال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الفلسطينية، مفوض العلاقات الدولية بالحركة، إن رفض حكومة إسرائيل دخول 4 وزراء خارجية من حركة عدم الانحياز إلى رام الله للمشاركة فى اجتماع لجنة فلسطين المنبثقة عنها، مدان بكل المقاييس. وأضاف فى بيان صحفى له «إن إسرائيل الدولة المحتلة للأرض الفلسطينية بهذا الإجراء إنما تنكر على الشعب الفلسطينى حقه فى التواصل مع العالم الخارجى، وتصر على حرمان الشعب الفلسطينى من حقه فى إدارة شؤونه، منتهكة بذلك قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة».
من جهتها اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوى «أن إسرائيل تمارس الابتزاز السياسى بمنع وزراء خارجية دول عدم الانحياز من دخول الضفة الغربية وقالت «إن حكومة الاحتلال تمارس الابتزاز والحصار السياسى، وتستغل موقعها باعتبارها دولة احتلال.
بدوره، قال روبرت سيرى منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط إن «حرمان السلطة الفلسطينية من القدرة على التواصل مع أعضاء من المجتمع الدولى فى المنطقة هو خطوة أخرى تتعارض مع مصداقية اتفاقيات أوسلو التى تؤكد حق الفلسطينيين فى الحكم الذاتى».