خبراء يحذرون من تأثير الألعاب ويتهمون الأمهات بالتقصير

قالت الدكتورة نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع، إن الطفل عادة يتأثر بالحركة والألوان والانفعالات التى تبث عبر شاشة الكمبيوتر وبالتالى يتولد لدية إحساس تلقائى للمشاهدة والانجذاب، وربما قلة إدارك الطفل للخطر الذى يواجهه من خلال تلك الألعاب هى الدافع الحقيقى للعب.
وحذرت رضوان من خطورة إدمان الألعاب لأنها سوف تجعل الطفل فى المواقف الطبيعية يتخيل نفسه إحدى شخصيات الألعاب فيلقى بنفسه من منزله أو يضرب صديقه بسكين، وهو يعتقد أنه يحاكى أحداث اللعبة. وأكدت أهمية التعامل مع الأطفال بحذر، ومحاولة إدماجهم فى واقعهم الحقيقى بدلاً من تركهم عرضة لهذا المحتوى العنيف والدموى، وقالت إنه يجب أن يحرص أولياء الأمور على المتابعة الدائمة المضمون الألعاب التى يلعبها أطفالهم، مؤكدة ضرورة التركيز على الألعاب التى تنمى الذكاء عند الأطفال كألعاب الذكاء التى تعتمد على العمليات الحسابية وتكوين الأشكال.
كريم طارق، طالب بالصف الرابع الابتدائى، يقول «اعتدت على لعب (جاتا) طول الوقت وأفرح كثيراً بقتل المشاة وتدمير السيارات، ولكننى لا أستطيع تنفيذ ذلك فى الواقع لأن قدراتى محدودة، لكن الألعاب تشغل وقت الفراغ فى الإجازة، فأتقابل مع أصحابى فى (السايبر) ونتسابق مع بعضنا لتحقيق أعلى مكاسب فى اللعبة، وفى بعض الوقت نطلق على بعضنا ألقاب شخصيات اللعبة».
ويؤكد الدكتور على شوشان، طبيب نفسى، أن الطفل عادة يتأثر بما يتعرض له ويحاول تقليده خاصة فى المراحل العمرية الأولى حتى سن 7 سنوات مشيراً إلى أنه يتعرض يومياً لحالات الأطفال العدوانيين الذين يرفضون الواقع الحقيقى ويحاولون التعايش مع الألعاب التى تصبح عالمهم الجديد.
ويشير شوشان إلى أن الأمهات هن المسؤولات عن ذلك من خلال عدم احتواء الطفل وتركه لساعات طويلة أمام شاشة التليفزيون أو الكمبيوتر دون رقابة، ومن هنا تبدأ الخطورة خاصة أن التعرض لتلك الألعاب قد يسبب تحول الأطفال لشخصيات انفعالية وعدوانية، وعلى المدى الطويل يتحولون إلى عالم الإجرام إذا كان الاستعداد لديهم مسبق وعوامل التأثير متاحة.
ربما يخفف البعض من وطأة خطورة تلك الألعاب على الأطفال، لكن مذبحة «كومبين سكول» والتى سبق أن تحدث عنها الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون التى خرج فيها الأطفال والطلاب شاهرين الأسلحة البيضاء والمسدسات فى وجه بعضهم، وعلق عليها كلينتون بأن مضامين العنف «والأكشن» أثرت على تكوين شخصية الطلاب ولم يستطيعوا الفصل بين العالم الواقعى والافتراضى ولهذا «فهم يذرفون الرصاص بدلا من الدماء»