ترى ما الذى يوصل الحياة بين شركاء العمر إلى طريق مسدود، إنه القسمة والنصيب! أو إنت وحظك!! والزواج من الأشياء النادرة فى الدنيا التى لا تخضع للمنطق أو قواعد ثابتة، وواحد زائد واحد لا يساوى بالضرورة اثنين!! يمكن يكون عشرة أو عشرين أو حتى مليون! وإذا كان ربنا سبحانه وتعالى راضياً عن حضرتك فستكون فى حضرة زواج سعيد تستقر به فى حياتك الخاصة، وإذا كان الأمر غير ذلك فاعلم أنه اختبار إلهى، وتذكر ما جاء فى القرآن الكريم: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين). وقلبى مع هذا المحكوم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة فى حياة تعيسة مع شريك العمر لا يستطيع الفكاك منها لأن أحكام دينه تمنعه من الطلاق!! والزواج كما أخبرتك لا يخضع لأى مقاييس يعنى إيه؟ والإجابة أنه يمكن لزواج صالونات أو عائلات بالتعبير العربى أن ينجح بينما يفشل أخر قام على حب عاصف فلم يصمد وأطاحة به عواصف الخلافات التى تكشفت بعد فوات الأوان! ويمكن أن يفشل زواج الشباب وينجح ارتباط بين رجل تزوج من فتاة صغيرة تفصل بينهما سنوات عديدة.. طيب إزاى نجح؟ وكيف التقيا؟ قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون. والسعادة فى الحياة الشخصية لا تعنى أبداً شهر عسل دائماً مع شريك العمر! فلا يخلو منزل من فلفل وشطة وغضب وخناقات على الماشى، لكن الحياة تمضى برغم ذلك، والمركب يبحر حتى لو كانت هناك أمواج عالية فى البحر الهادئ، وقد تكون الراية حمراء يعنى إشارة نذار، وعلامات خطر، وبسرعة يعمل الأزواج السعداء على استيعاب الموقف حتى لا ترتفع الراية السوداء وتغرق السفينة بمن فيها!! والحب، كما أفهمه، واقع عملى وليس كلاماً معسولاً، وإذا تشاجرت مع زوجتى حبيبتى لأى سبب، وانفجرت ثورة غضب فى وجهها، فلابد أن أسارع بعدما أسترد أعصابى البايظة إلى مصالحتها لأننى أحبها ولا أقبل أن يستمر الزعل مع قصة حبى مدة طويلة، والعكس صحيح تماماً، وإسلامنا الجميل يقول: خيركم من بدأ بالسلام والصلح والكلمة الحلوة، أما إذا غلبك التشدد، وأخذتك العزة بالإثم وطالبت بالاعتذار أولاً، فاعلم أن حبك القديم أصبح فى خبر كان وانطبقت عليك تلك الحكمة التى تقول: إذا دخل الزواج من الباب خرج الحب من الشباك، ولا عزاء لحضرتك لأن ربنا أعطاك نعمة تتمثل فى حب كبير لم تعرف كيف تحافظ عليه. واعلم تماماً أنه من بين القراء من يرفض كلامى بل وقد يسخر منه، قائلا: أنت تعيش فى الأوهام والأحلام والأفلام العربى، وما تقوله كان يمكن أن يصلح فى أيام الزمن الجميل، لكن الحياة تغيرت تماماً، وأصبحت صعبة ومرهقة تغلب عليها المتاعب والنكد والحب الذى أتحدث عنه عبارة عن وهم، والناس حالياً ترفع شعار: العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم! أو أنا وبعدى الطوفان!! ومصلحتى وبس، ورغم صعوبة الحياة فإننى موقن أن الدنيا مازالت بخير، وأسألك: هل تشاركنى هذا الرأى؟