انتشرت فى مصر وبعض الدول العربية مؤخرا جهات ومنظمات عديدة تنظم دورات تدريبية للمقبلين على الزواج، وذلك فى تقليد لتجربة ماليزية شهيرة، حيث استطاعت ماليزيا خلال سنوات قليلة تخفيض نسبة الطلاق من 32% إلى 7%، بعد أن وجد الباحثون أن كل 100 حالة زواج يفشل منها 32. الدكتورة أمينة بدوى، أستاذ علم النفس جامعة بنها، تؤكد أن جيل الشباب حاليا يحتاج مجهوداً ضخماً ليؤهل للزواج نظرا لقلة وعيه بأهمية وقيمة وقدسية الزواج، لأنه جيل غير ناضج، نشأ فى أسر معظمها غير مستقرة. ونحن نحتاج إلى جانب تلك الدورات العديد من حملات التوعية للمجتمع بالكامل وليس المقبلين على الزواج فقط، ولابد من الاهتمام بالنششء الصغير لترسيخ قيم التواصل السليمة لديه منذ الصغر فيكبر على احترام الأسرة ومبادئها. ونحتاج مناهج دراسية تشرح الأسس التى يقام عليها الزواج ومبادئ المودة والرحمة التى تسوده، على أن يشارك الإعلام فى تغيير نظرة المجتمع نحو الزواج من زواج الصفقات والمصالح إلى زواج الحب والتفاهم والاحترام. لا يوجد مجتمع مثالى ولكن المجتمع الناجح تزداد به عدد الأسر القوية المتماسكة والمستقرة، فى حين يفشل المجتمع بزيادة الأسر الفاسدة والمفككة وينشأ جيل فاسد يتسم بالعنف والقسوة، يعمل على تدهور المجتمع ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، فنجاح المجتمع من نجاح الأسرة والعكس صحيح. ويقول الدكتور محمد عمر، رئيس فريق زدنى لتنمية المهارات الشخصية «الدورات التدريبية الخاصة بالمقبلين على الزواج متوفرة فى مصر بقلة، من خلال بعض المراكز التنموية مثل دورة «بيتنا» التى يقدمها فريق زدنى وتضم 6 محاضرات مكثفة تشمل جميع المفاهيم الخاصة بالزواج، كما نقوم بتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الزواج والأمور التى من شأنها أن تفسد الأسرة وتعمل على هدمها وزعزعة استقرارها. تلك الدورات تهدف للوقاية من المشاكل مستقبلا عن طريق الاستدلال ببعض نماذج لأسر بكل من أمريكا وأوروبا ودول شرق آسيا وطرق التعامل الأمثل مع المشاكل المتكررة والمتشابهة، التى توافق المجتمع الشرقى، فجميع مفاهيم الحياة الزوجية السليمة متوفرة فى الشريعة الاسلامية ولكن دون تطبيق عملى لها. نعمل حاليا على تدريب مئات الشباب المقبلين على الزواج وينضم لنا العديد من حديثى الزواج، الذين يتعرضون للعديد من المشاكل ويطلبون المشورة والمساعدة فى الحل بدلا من اتخاذ قرار سريع بالطلاق، ونأمل أن تساعد تلك الدورات فى تقليل نسب الطلاق بمجتمعنا.