احتشد قرابة 25 مليون إسبانى بمختلف أنحاء إسبانيا، فى الشوارع حتى الساعات الأولى من صباح أمس «الاثنين»، للاحتفال بفوز منتخب بلادهم ببطولة كأس العالم للمرة الأولى فى تاريخه. واكتظت شوارع إسبانيا بالجماهير التى خرجت للتعبير عن سعادتها بالإنجاز الذى حققه الماتادور خلال مونديال جنوب أفريقيا، وفوزه فى المباراة النهائية بهدف نظيف على هولندا. كان الآلاف قد خرجوا إلى الشوارع قبيل المباراة لمشاهدتها فى شاشات العرض العملاقة التى تم وضعها، فيما شهدت العاصمة مدريد وبرشلونة وفالنسيا وساراجوسا وأليكانتى ومدن إقليم الباسك احتشاد أكبر عدد من المشجعين الإسبان لمتابعة اللقاء. شهدت بعض المدن عدة حوادث أثناء الاحتفالات، حيث شهدت مدينة برشلونة إصابة 74 شخصا واعتقال 21 آخرين. ووجهت تهم للمعتقلين بارتكاب أحداث شغب والإضرار بالمبانى العامة وإشعال السيارات. وأبرزت شرطة إقليم كتالونيا أن 9 من عناصرها بين المصابين و3 من قوات الأمن المدنى، فيما تم نقل 21 شخصا إلى المستشفيات. واحتفت وسائل الإعلام الإسبانية بأبطال كأس العالم أصحاب الإنجاز الكبير، الذين أضافوا لسجل تاريخ الماتادور الفوز بالمونديال للمرة الأولى فى تاريخه، كما أكدت جدارتهم باللقب وتوجتهم ملوكا للعالم بأسره. ووحدت صيحة «الأبطال» جميع الصحف الإسبانية الصادرة أمس، والتى خصصت صفحاتها للحديث عن الفوز على هولندا بهدف نظيف فى المباراة النهائية، بمختلف العناوين وإن جاءت جميعها مصحوبة بصورة واحدة تضم حارس المرمى وقائد الماتادور إيكر كاسياس وهو يرفع الكأس الغالية برفقة باقى زملائه فى الفريق. واعتلت كلمة «الأبطال» الصفحة الأولى لجريدة (آس) مصحوبة بصور مختلفة للاعبى الماتادور بعد تسلمهم الكأس الغالية، كما استهلت حديثها عن هذا الإنجاز بتحليل حمل عنوان «دخلنا جنة كرة القدم»، أكد أن «إسبانيا برهنت من خلال الفوز بالمونديال، على أن اللعب الجيد هو أقصر الطرق للفوز». وتضمنت بعض عناوينها «أبطال العالم صعدوا بإسبانيا إلى السماء»، كما أشادت بشكل خاص بفيسنتى ديل بوسكى المدير الفنى للمنتخب الإسبانى، ودوره مع الفريق الذى يسمو به إلى مرتبة الأب الروحى له، مؤكدة أنه على الرغم من أنه لم يكن هو صاحب الأسلوب الفريد الذى اتبعته إسبانيا فى اللعب، ولكنه تمكن من تطوير هذا وأضاف عليه بعض الإسهامات الشخصية. أما صحيفة (ماركا) فجاء عنوانها «نعم.. نحن الأبطال» كما حملت عناوين فرعية تؤكد «إنيستا يسجل هدفا رائعا يهدينا بطولة كأس العالم.. وإيكر ينقذ المبارة بتصديه لهجمتين قويتين». وحمل عنوان التحليل الذى نشرته الصحيفة اسم «ملوك العالم» وتضمن: «هولندا كانت تعول على تحقيق الفوز باستخدام العنف لوقف لاعبى إسبانيا، وكانت خطتهم الأخيرة الاحتكام إلى ركلات الجزاء، ولكن الفوز بالبطولة توج جهود فريق رائع وجيل من الأساتذة فى اللعب». وأضافت الصحيفة أن إسبانيا واجهت المغامرة الصعبة التى خاضتها فى جنوب أفريقيا، وتجاوزت العثرات التى واجهتها كما تحملت عنف الطواحين الهولندية، وبحثت عن لحظة مجدها وعثرت عليها لكى تصنع التاريخ، بهدف رائع أحرزه إنيستا فى اللحظة الأخيرة، وسيحدد هذا الهدف إلى الأبد تاريخ الكرة الإسبانية. فيما كرست صحيفة (الموندو الرياضية) صفحتها الأولى للإشادة بأندريس إنيستا حيث جاء عنوانها «أبطال العالم! هدف رائع لإنيستا فى الدقيقة 116 يهدى إسبانيا أول ألقابها فى بطولة كأس العالم». كما تضمنت الصحيفة عناوين فرعية، كلها ثناء للنجم الكبير الذى دخل التاريخ من أوسع أبوابه بهذا الهدف الثمين، من بينها «إنيستا إلى المجد»، «هدف للسيد أندريس يهدى إسبانيا أول بطولة لكأس العالم فى تاريخها»، كما أكدت أن الماتادور لعب من أجل الفوز. وأوردت الصحيفة تقريرا عن المباراة النهائية لمونديال جنوب أفريقيا بعنوان «.. وأخيرا» وركز على الإشادة بكاسياس حارس عرين الماتادور ومنقذه الأكبر من فرص مؤكدة أتيحت للطواحين، بجانب إنيستا وديل بوسكى. «أبطال العالم»، «هدف إنيستا التاريخى»، و«إسبانيا تفوز بكأس العالم فى الشوط الإضافى.. وتدخل قائمة أبطال العالم وتصبح ثامن دولة تفوز بالبطولة بأسلوب لعب مصبوغ بطريق برشلونة» - فى إشارة إلى كثرة عدد لاعبى البرسا بين صفوف المنتخب -.. كانت تلك بعض عناوين صحيفة (سبورت) الكتالونية.