فضيحة «بيتانكور» تلقى بظلالها على خطة ساركوزى لرفع سن «التقاعد» من 60-62

يوما بعد يوم تتفاقم فضيحة «بيتانكور» وتمتد لتطول مزيدا من الأطراف، الأمر الذى أبدى وزير العمل الفرنسى إيريك فيرت استياءه منه، واصفاً ما يحدث بحالة من «الجنون الجماعى بسبب الحر على ما يبدو». ففى تصريحات نقلتها صحيفة «لوجورنال دو ديمانش»، طالب فيرت، المتهم بتلقى أموال غير قانونية لتمويل الحملة الانتخابية لنيكولا ساركوزى فى 2007، بالإدلاء بإفادته «بأسرع وقت ممكن» فى القضية. وقال: «أسعى لذلك منذ 3 أسابيع، عندما تم الكشف لأول مرة عن الفضيحة السياسية التى تهدد ساركوزى والحكومة الفرنسية بأكملها».
ومنذ ما يقرب من 3 أسابيع لا حديث للصحف الفرنسية سوى تلك الفضيحة، خاصة بعدما نشرت صحيفة «ميديا بارت» اعترافات مفصلة للسيدة كلير تيبو، المحاسبة السابقة للثرية الفرنسية ليليان بيتانكور، وريثة إمبراطورية مستحضرات التجميل «لوريال».
ومن ضمن ما كشفت عنه الصحيفة من تفاصيل أن ساركوزى كان من رواد مائدة قصر بيتانكور منذ كان عمدة لبلدية «نويى سورسين» البرجوازية، و«كانت تنزوى بعد كل عشاء، مع الرجل.. فى صالون صغير مجاور لصالة الطعام، لتلقى إليه بمغلف ملىء بالأوراق النقدية».
وقالت تيبو إن ضعف حاسة السمع لدى السيدة بيتانكور وزوجها الراحل كان السبب وراء تحدثهما إلى ضيوفهما بصوت عال «يتحدثان إلى ضيفهما بصوت عال، لدرجة أن المنزل بمن فيه، كان على علم بأن ساركوزى، يتردد عليه للحصول على حصته من المال، وكان من الزوار المعتادين. وكلما حضر كنت أكلف قبل الغداء، بإعداد مغلف مالى أسمر، ليغادرنا حاملاً إياه». وتضيف تيبو أن ساركوزى «أسوة بعشرات السياسيين من اليمين، جاء إلى صالون بيتانكور للحصول على دعم مالى نقداً، حيث كنت أسحب أسبوعياً خمسين ألف يورو».
وروت محاسبة بيتانكور ل «ميديا بارت» الفصل الجديد من فضيحة كانت تستهدف فى البداية وزير الميزانية السابق، وزير العمل فيرت، والذى حسب تيبو فاز بمغلف يحوى 150 ألف يورو كدعم لحملة ساركوزى الانتخابية وهو يتجاوز بكثير سقف ال 7500 يورو كتمويل حزبى يجيزه القانون الفرنسى.
بهذه الفضيحة، ردت المحاسبة كلير تيبو الصاع صاعين للثرية العجوز التى رفعت دعوى قضائية اتهمتها فيها بإخفاء دفاتر حسابات، بعد 12 عاماً من الخدمة، فلم تبخل تيبو بكل ما لديها من معلومات عن أسرار العجوز، فى توقيت يزداد أهميته مع اضطرار ساركوزى للتحلى بالصبر حتى غد 13 يوليو، وهو موعد تصديق الجمعية الوطنية على خطته لرفع سن التقاعد من 60 إلى 62 سنة، وهى المعركة التى كان يقودها فيرت قبل أن يفقد مصداقيته فى الفضيحة ويتخلى عنها.