احتفل مواطنو أوروجواى بفوز منتخبهم الوطنى على منتخب غانا فى دور الثمانية بكأس العالم لكرة القدم، وكأن هذه الدولة الأمريكية الجنوبية الصغيرة قد فازت بالفعل بالبطولة بأكملها، وأطلق عشاق كرة القدم فى العاصمة مونتيفيديو والمدن الصغيرة والقرى الألعاب النارية فى السماء، بينما طافت السيارات الشوارع وهى تطلق أبواقها. وخرج المشجعون إلى الشوارع يغنون ويرقصون ويلوحون بعلمهم الوطنى، كما احتضن الغرباء بعضهم البعض مع شعورهم بالفرحة. وكتبت إحدى الصحف: «شكراً لكم على كأس العالم التى لا تنسى» وكتب صحيفة أخرى «لقد فازت أوروجواى بالفعل»، ووصف صحفى محلى آخر الفوز بأنه «لا يصدق»، ولا مثيل له، و«نهائى قد يصيب بأزمة قلبية». ولم تخسر أوروجواى أى مباراة من المباريات الخمس التى لعبتها فى كأس العالم ولم يصل منتخب أوروجواى التى تعشق كرة القدم والتى يبلغ عدد سكانها 3.5 مليون نسمة إلى هذا الدور منذ نهائيات كأس العالم عام 1970، ويشعر المواطنون بأن اللقبين اللذين حصلت عليهما أوروجواى عامى 1930 و1950 كانا فى الماضى البعيد، وقال شاب وهو يبكى فرحاً «هذا مثل الحلم»، كما احتفلت جماهير الكرة فى الأرجنتين المجاورة بفوز أوروجواى. وأكد أوسكار تاباريز، مدرب المنتخب، أن فريقه لم يغش كى يشق طريقه نحو الدور قبل النهائى لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وذلك بعد تغلبه على غانا مساء أمس الأول الجمعة، بضربات الترجيح باستاد «سوكر سيتى». وقال تاباريز: «عندما حدثت لمسة اليد فى منطقة الجزاء تم إشهار البطاقة الحمراء وطرد لاعبنا، إنه تعليق بالغ القسوة أن يقال إننا سرقنا الفوز من غانا بالغش، لقد التزمنا بقرارات الحكم». وفى الوقت الذى عاش فيه الغانيون والكثير من البلدان الأفريقية فى حزن شديد بسبب هذه الهزيمة، وجه تاباريز كلمة إلى شعب أوروجواى، الذى احتفل أمس الأول بتأهل بلاده للدور قبل النهائى للمرة الأولى منذ عام 1970. وقال تاباريز: «إن كرة القدم شىء حيوى فى بلادى، ولم يسبق للعديد ممن احتفلوا فى الشوارع أن عاشوا مثل هذه اللحظة من قبل». ووصفت الصحف الأوروجوانية الفوز ب«المعجزة» وب«الجنون الكامل».