يؤمن الفرنسيون بأنه صعب جدا أن تصادفك مشكلة أو كارثة دون أن تكون هناك امرأة ما، هى المسؤولة الأولى عما جرى أو سيجرى لك ومعك.. عند نجاحك أو انكسارك وفى لحظات مجدك أو عارك، ستجد النصيحة الفرنسية دائما حاضرة: فتش عن المرأة.. وبعدما هدأت ثائرة الفرنسيين الغاضبين عقب الخروج الحزين والمهين لمنتخبهم من الدور الأول للمونديال.. بدأوا يفتشون عن دور للمرأة فيما جرى لمنتخب فرنسا.. بدأوا يقتنعون ويستريحون لفكرة أن المرأة هى المسؤولة عما جرى للديوك الفرنسيين.. زوجات اللاعبين الذين سافروا إلى جنوب أفريقيا وأفقدوا النجوم الكبار التركيز والهدوء والقوة الكافية للدفاع عن الشرف الكروى والأخلاقى الذى كانت تستحقه فرنسا.. وبالتالى لم يعد هناك كثيرون يتساءلون عما سيفعله رئيس الجمهورية ساركوزى ولا ما ستسفر عنه تحقيقات البرلمان الفرنسى ولا يكتفون باستقالة رئيس اتحاد الكرة أو إقالة المدير الفنى دومينيك.. فالكل بدأ يفتش عن المرأة ودورها سواء فى فشل المدرب وحيرته أو فى إخفاق اللاعبين وعجزهم.. أما الإنجليز.. الأعداء التاريخيون للفرنسيين.. فقد أعجبتهم رغم ذلك نصيحة الفرنسيين وحكمتهم الشهيرة وبدأوا بدورهم يفتشون عن المرأة فيما جرى للمنتخب الإنجليزى فى نفس المونديال.. ومن جديد عادت المرأة لتصبح هى المسؤولة أيضاً عما جرى للإنجليز بداية من عروض هزيلة ضاعت بسببها الطموحات الكروية للإمبراطورية العظمى القديمة وحتى الهزيمة الموجعة والقاسية أمام الألمان.. وبدأت الصحافة الإنجليزية تفتش عن المرأة.. عن زوجات النجوم وصديقاتهم وظهورهن المفاجئ فى المدرجات رغم تصريحات فابيو كابيللو.. المدير الفنى للمنتخب الإنجليزى.. قبل المونديال بأنه أبدا لن يسمح لهؤلاء السيدات بمصاحبة لاعبيه لجنوب أفريقيا رافضا ما كان يجرى فى بطولات سابقة كانت النساء الجميلات فيها يحلن أى معسكر كروى إنجليزى إلى مجرد سيرك صاخب وحفلات عبثية ماجنة لا يمكن أن تأتى ببطولة أو انتصار.. ولهذا عاد الإنجليز يتساءلون.. إذا كان لاعبوهم لم يخشوا صراخ كابيللو المعلن والدائم ولم يحترموا تعليماته وتأكيداته الزاعقة بعدم وجود النساء فى جنوب أفريقيا.. فهل يمكن لهم أن يلتزموا بأى تعليمات أخرى يقولها لهم نفس الرجل ولكن فى غرف مغلقة قبل المباريات أو أثنائها.. وبسرعة أدرك الإنجليز أن مشاهد الزوجات والصديقات فى المدرجات باتت تعنى ما هو أهم وأخطر وأكبر من مجرد لحظات حميمة قضاها اللاعبون الإنجليز أثناء ليالى المونديال الساحرة.. وقال الإسبان إن أى هدف فى مرمى منتخبهم أثناء هذا المونديال.. لن يكون نتيجة ضعف أداء أو خلل دفاع.. وإنما لأن حارس مرماهم كاسياس كثيرا ما يفقد تركيزه بسبب وجود حبيبته وصديقته سارة كاربونى فى المدرجات أو بالقرب من الملعب تقوم بعملها كمراسلة تليفزيونية.. أما النجم الكبير مارادونا.. فقد اضطر لإطالة الحديث عن فيرونيكا.. صديقته وحبيبته التى سافرت معه إلى جنوب أفريقيا.. وذلك بعدما اكتشف مارادونا أن كثيرين من أعدائه والحاقدين عليه بدأوا تلميحاتهم وغمزاتهم عن احتمالات شذوذ مارادونا بعد مشاهدة العناق الدائم والحار والقبلات المتبادلة دوما بينه وبين لاعبيه.. وأحس مارادونا بالجرح والإهانة.. فلم يقبل أن تبقى فيرونيكا فى الصفوف الخلفية وإنما اصطحبها معه فى النور مستعدا لأن يمارس معها الحب أمام الجميع مؤكدا أن هذه المرأة هى صاحبة الفضل الأول فى كل نجاحاته وانتصاراته كقائد للأرجنتين. [email protected]