حكايات من بيت النبوة.. السيدة زينب بنت جحش.. أم المؤمنين بأمر القرآن

لو كانت زينب بنت جحش قد جاءت معتزة بجمالها وشبابها، وقرابتها للرسول، فقط، لكانت كفيلة بإثارة غيرة زوجات النبى، فكيف وقد كان زواجها من النبى بأمر القرآن الكريم.
زوجها الأول، زيد بن حارثة، اشترته السيدة خديجة غلاماً، ووهبته لزوجها محمد، الذى أحسن معاملته، خاصة أنه بدا «ابن أصول»، فقد خطف من أسرته، وبيع عبداً. حين علم أبوه بمكانه، توجه لمكة، وقصد النبى الكريم طالباً استرداد طفله، فخيره النبى بينه وبين والده، فاختار زيد البقاء مع الرسول، وأعلن زيداً ابنا له بالتبنى أمام قريش. كان «زيد» أول من أسلم بعد على بن أبى طالب، فلما بلغ سن الزواج، اختار له والده بالتبنى، بنت عمته أميمة بنت عبدالمطلب، الشابة الجميلة زينب بنت جحش، التى كرهت أن تزف إلى مولى من الموالى، وكذلك أخوها عبدالله، فردت على خطبة النبى لها: لا أتزوجه أبداً. لكن الرسول حدثهما عن مكانة زيد فى الإسلام، وأصله العربى الصريح، فقبلته فقط طاعة للنبى.
افتقد الرسول زيدا، فذهب لمنزله يطلبه، هرعت زينب تستقبله، وقد أعجلتها اللهفة عن ارتداء خمارها، قالت: «ليس هنا يارسول الله، ادخل أنت بأبى وأمى»، فأبى النبى وغادر. وحين علم زيد، توجه للنبى، وقال له: «بلغنى أنك جئت منزلى، فهلا دخلت بأبى وأمى.. فأفارقها». سأله النبى: «أرابك منها شىء»، فنفى زيد: «لا، والله.. لكنها تتعظم على لشرفها، وإن فيها كبراً وتؤذينى بلسانها». فكرر أبوه بالتبنى نصيحته: «أمسك عليك زوجك».
وحين تم الطلاق، نزل الوحى: «وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله، وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه، فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها، لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم، إذا قضوا منهن وطرا، وكان أمر الله مفعولاً» (37 الأحزاب)، وحين أرسل الرسول يبلغ زينب بما نزل به القرآن الكريم، صلت لربها شاكرة، لتصبح «أم المؤمنين» بأمر القرآن وتدخل بيت النبوة.