هو أول من أسلم من العبيد. وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر في القرآن اسمه. وذلك لما نزل قول الله تعالي: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم" حزن زيد حزناً شديداً لأنه حرم من شرف انتسابه للرسول صلي الله عليه وسلم لأن الرسول كان قد تبناه قبل النبوة. وكان يدعي زيد بن محمد. فعوضه الله تعالي بأن جعله الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه صريحاً في القرآن المتعبد به إلي يوم القيامة. وقد كان من أحب الناس إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان يقال له الحب. أي الحبيب للرسول صلي الله عليه وسلم وكان سيداً جليل القدر. قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما بعثه الرسول في سرية إلا أمره عليها. ولو عاش بعده لاستخلفه" ولقد عينه الرسول قائداً علي جيش مؤتة. بالرغم من وجود جعفر بن عم النبي في الجيش. وعبدالله بن رواحة سيد الخزرج. وخالد بن الوليد ولزيد قصة مع الرسول صلي الله عليه وسلم في سورة الأحزاب. يذكر ربنا فيها نبيه حين قال لزيد: "امسك عليك زوجك واتق الله". "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله" وذلك أن الرسول كان قد زوج زيداً بابنة عمته زينب بنت جحش. فعاش معها قرابة سنة. ولكن لم يحدث بينهما وفاق. فكان كلما شكا للرسول أمره بإمساكها. مع أن الرسول كان يعلم أن الله سيزوجها له بعد زيد. لينهي التبني الذي كان سائداً في الجاهلية. وكان الزواج من زوجة الابن الدعي من أصعب الأشياء علي العرب. إذ كانو يعتبرونه عاراً وأمراً مستهجناً. وهذا الذي جعل الرسول صلي الله عليه وسلم يؤجل طلاق زيد لزينب. لعلمه مسبقاً بالحملة الشرسة التي سيقوم بها المنافقون ولكن الله أراد أن يحطم هذه القداسة الباطلة المزيفة علي يد الرسول صلي الله عليه وسلم وعاتبه علي إخفائه ما كان يعلمه من تحريم التبني. وأنه سيكون أول من ينفذ هذا الحكم ليكون قدوة لأمته "وتخشي الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضي زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون علي المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً" وقد ثارت أكاذيب باطلة حول زواج الرسول صلي الله عليه وسلم من زينب. ولكنها مردود عليها كلها بحمد الله.