رغم الصدامات المتكررة للدبلوماسية المصرية مع محمود الزهار، وزير خارجية حكومة حماس المقالة، فإن المؤثرات المصرية فى شخصية الرجل تبقى حاضرة برغم الخلاف السياسى مع المسؤولين فى القاهرة. ولد الزهار عام 1951 بحى الزيتون فى غزة لأم مصرية وأب فلسطينى، وأمضى حياته فى مرحلة ما قبل الدراسة لدى أسرة والدته بالإسماعيلية، ثم درس الطب بجامعة عين شمس، واشتهر عنه ارتباطه الشديد بأخواله المصريين وتأثره بهم على المستوى الإنسانى. عاش الزهار تحولات فكرية حادة من الارتباط بحيدر عبد الشافى الماركسى، إلى صحوة دينية واكبت انهيار الاتحاد السوفيتى، أدت به فى النهاية إلى موقع قيادى بحركة حماس (إخوان فلسطين) التى شارك فى تأسيسها عام 88 وجرى اعتقاله لمدة سته أشهر ثم تم إبعاده إلى مرج الزهور فى لبنان لمدة عام كامل من قبل السلطات الإسرائيلية عام 1992، ثم قضى بضعة شهور فى سجون السلطة الفلسطينية عام 1996. تعرض محمود الزهار لمحاولة اغتيال فى سبتمبر 2003 عندما قصفت طائرات الاحتلال منزله واستشهد ابنه البكر خالد وأصيبت زوجته. وأثر ارتباط الزهار بمصر على رؤيته لدورها فى القضية الفلسطينية، فهو يراها «دولة محورية ذات أثر تاريخى مساهم فى صياغة ثقافة المقاومة الفلسطينية»، ويؤكد على الحاجة الماسة لعلاقة أمنية خاصة لغزة مع مصر، كما يسعى إلى فك الارتباط الاقتصادى للقطاع بإسرائيل والتحول نحو مصر، مؤكداً أن حماس لا تنوى إقامة «إمارة إسلامية» على حدود مصر الشرقية. يحرص محمود الزهار على التذكير بنشأته المصرية فى كل مناسبة أمام زائريه من العرب والمصريين، وهو صاحب عبارة شهيرة تصف طبيعة العلاقة المصرية الفلسطينية بالقول إن «مصر هى الوكيل الحصرى لجميع الملفات الفلسطينية».