"داعش" تبث مقطع فيديو يظهر ذبح 21 مصريًا بالأراضي الليبية، وبعد ساعات من الذبح مصر تقرر الرد بضربة جوية عسكرية على معاقل التنظيم في ليبيا، ولكن ماذا عن حسابات تلك الضربة؟، وماذا عن تأثيرها على الأوضاع الاقتصادية؟، ألم يكن من الأفضل عدم التصعيد بهذه الصورة، خاصة وأن الاقتصاد المصرى يعاني من مؤشرات متدنية في كافة المجالات ومعدلات نمو بطيئة بل واستثمارات تراجعت كثيرًا خلال سنوات ما بعد "25 يناير" نتيجة الأوضاع غير المستقرة، وسط تقليل معونة الدول العربية، خاصة وأن ما حدث من "داعش" ليس بجديد فقد حدث من قبل مع أمريكا واليابان وغيرها. بعيدًا عن الحسابات، ومن منظور اقتصادي مجرد، فإن ما حدث سيشكل ضربة موجعة للاقتصاد تجلعنا نعيش أجواء الحروب، خاصة وأننا على أبواب جذب الاستثمارات، وهو ما رآه البعض بأنه قد يكون مخطط لتدمير مصر واقتصادها، بينما رآه آخرون عامل محفز لمواجهة الإرهاب وبناء مناخ استثماري جاذب.. اختلفنا أم اتفقنا ستكون هناك آثارًا سنجنيها عاجلاً أم آجلاً!. البورصة تتكبد 15.7 مليار جنيه خسائر في يومين البورصة كما يترجمها المختصون، هي مؤشر حساس يعكس الأحداث المحيطة، تتأثر إيجايبًا وسلبيًا تبعًا للأوضاع، وبالتالي فإن توجيه ضربة عسكرية ل"داعش" في ليبيا، مما كبد البورصة خسائر تقدر بنحو 15.7 مليار جنيه، خلال يومين فقط. خسر رأس المال السوقي 9.2 مليار جنيه في اليوم الأول، كما خسر نحو 6.5 مليار جنيه في اليوم الثاني، وهو ما أرجعها محللون ماليون إلى الأحداث التي تشهدها مصر، وكان من الطبيعي أن تتراجع وتقوم بتصحيح أسعارها، وهو ما عمق وضاعف من خسائر البورصة المصرية، وسط توقعات بمواصلة البورصة أداءها السلبي حتى نهاية جلسات الأسبوع الجاري، في ظل حالة الترقب الحذر في أوساط المتعاملين والمستثمرين بالبورصة المصرية على تطورات الأوضاع بعد القصف الجوي ل"داعش" داخل الأراضي الليبية. دشناوي: استمرار الهبوط يشكل خطرًا على صندوق المؤشرات أكد محمد دشناوي، خبير أسواق المال، أنه إذا استمر الهبوط بنفس الوتيرة التي جاءت خلال الساعات الأولى للأوضاع، ستكون هناك أزمة كبيرة بسبب صندوق المؤشرات، مضيفًا أنه سيكون أيضًا هناك ضغط بيعي على البنك التجاري وبالتالي يضغط على المؤشر. تابع: أنه من الممكن أن تتغير تلك الأوضاع في حالة تخليص إجراءات قيد زيادة رأس مال البنك التجارى ليقود السوق إلى أعلى، وهو ما سيظهر خلال نهاية الأسبوع أو الأسبوع المقبل. عزام: يجب الحفاظ على شكل المؤشرات المالية للدولة "داعش البورصة".. هو ما حذر منه المحلل المالي نادي عزام، وهو ما عرفه بمن يضغط على السوق بالبيع العشوائي بهدف انهيار أرقام المؤشرات قبل انعقاد المؤتمر الاقتصادي، موجهًا استغاثة للمسئولين لانقاذ ما تبقي من أموال المستثمرين. تابع عزام: أن المؤشرات المالية جبهه داخلية للدولة الواجب حمايتها في الوقت الحالي وليس انهيارها، قائلاً: "اللى مات ارتاح اما اللى لسه عايش وله أسهم في البورصه هو ده فعلا الشهيد الحقيقي لانه بيدبح كل يوم من تصرفات أفراد يقومون بإدارة أموال عامة مصرية يطلق عليها صناديق الاستثمار". أضاف: يجب الحفاظ على شكل المؤشرات المالية للدولة في ظل الظروف الحالية التى تمر بها البلاد، خاصة مع قرب انعقاد المؤتمر الاقتصادي العالمي. سعيد: الأحداث المؤسفة شكلت ضغطًا على أداء السوق قال إيهاب سعيد، خبير أسواق المال، إن السوق المصري بلا شك منذ أسبوعين وهو يتأثر بأحداث مؤسفة منها مجزرة الدفاع الجوي وذبح داعش، مما شكل ضغطًا على أداء السوق وعلى مؤشر البورصة الرئيسي اي جي اكس، في الوقت الذي كان فيه المؤشر على باب تحقيق مستويات قياسية لم يشهدها في 7 سنوات عند 10 الاف و200 نقطة وال10 الاف و600 نقطة. تابع: لكن في ظل هذه الأحداث السلبية كان من الطبيعي جدًا أن نشهد التراجعات خاصة بعد توجيه ضربة عسكرية لداعش في ليبيا، وهو ما دفع المتعاملين إلى التخوف مما أدى إلى تراجع المؤشر، ولكن من الواضح أنه أظهر نوع من التماسك بمساعدة الأسهم القيادية، متوقعًا أن يبدأ السوق في أن يرتد حتى وإن كان على تراجع. المخاوف تحاصر "القمة".. وخبراء: نجاحها أكبر رد على الإرهاب "مبروك علينا المؤتمر الاقتصادي".. بنبرة حزينة علق المحذرين من خطورة الأوضاع الحالية على نجاح قمة مارس، وما تلاها من تدخل عسكرى مصرى فى ليبيا، واصفين إياه بالضربة القاصمة للاقتصاد، وبالرغم من ذلك قلل آخرون من تلك المخاوف، مؤكدين أن نجاح القمة الاقتصادية سيكون أكبر رد على الإرهاب. الوكيل: مستمرون في دعوة المستثمرين للمشاركة في "الاقتصادية" أكد أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية، أن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تثنينا عن الاستمرار في العمل على تهيئة الاقتصاد القومي لزيادة قدرته التنافسية في جذب الاستثمار، مشيرًا إلى استمرار جهود الاتحاد لدعوة المستثمرين من مختلف دول العالم للمشاركة في أعمال المؤتمر الاقتصادي، وما سيتبعه من فاعليات لجذب الاستثمار وخلق فرص عمل وهو الرد العملي على الإرهاب. تابع: أن هناك تجاوب كبير من مختلف الغرف التجارية في مختلف دول العالم على المشاركة في المؤتمر، قائلاً إنه تلقى العديد من المكالمات من نظرائه رؤساء اتحادات الغرف العربية والأوروبية والتي أدانوا خلالها هذا الحادث الإرهابي البشع، وحرصهم علي دعم الاقتصاد المصري مؤكدين أن مثل الممارسات التي يتعرض لها العديد من دول العالم وليس مصر وحدها لن تكون عائقًا أمام ضخ المزيد من الاستثمارات في مصر والتي أصبحت بالفعل أفضل مكان ممكن يحقق عائد اقتصادي خلال الفترة المقبلة. خبير: المؤتمر الاقتصادي رسالة للعالم باستقرار مصر قال هشام إبراهيم أستاذ الاستثمار بجامعة القاهرة، إن الضربات العسكرية التي تقوم بها مصر ضد حركة "داعش" في ليبيا لن تؤثر على المؤتمر الاقتصادي، لافتًا إلى أنه يوجد مؤامرات تحاك ضد دولة مصر لإضعاف وضعها الاقتصادي والسياسي، لذلك يجب أن يشارك كل مواطن مصري في عملية التنمية، ومساندة الدولة. تابع: مؤتمر مصر الاقتصادي المقبل رسالة لكل دول العالم بأن مصر لديها استقرار، موضحًا أن الاستثمارات تأتي إلى مصر الآن وعقب انعقاد المؤتمر الاقتصادي، قائلاً: "الاستثمار يحتاج إلى وقت لدراسة المشروعات وتوفير التمويل". أوضح أن 330 مليار جنيه حجم الاستثمار في الموازنة العامة لعام 2014، وذلك في الوقت الذي نحتاج فيه إلى 300 مليار جنيه استثمارات إضافية تضخ في الاقتصاد المصري، منوهًا إلى أن قانون الاستثمار الموحد الجديد يضمن الرقابة على المستثمرين، قائلاً: "المستثمر كان يتعامل مع 78 جهة حكومية للحصول على ترخيص لمشروعه"، مطالبًا بقرار من مجلس الأمن لتجريم الدولة التي تتعامل مع تنظيم داعش. رسلان: العالم يعلم أننا نمر بمرحلة حرجة أكد الدكتور معتز رسلان رئيس المجلس المصري للتنمية المستدامة، أن ما يحدث نحن نتوقعه كرجال أعمال وكمستثمرين، موضحًا أنه كلما ازداد الإرهابيون وحشية كلما تأكدنا أن نهايتهم اقتربت. أضاف أنه عاد قريبًا من بيروت، بعد المشاركة في مؤتمر ترويجي للقمة الاقتصادية، مؤكدًا أن ردود الفعل كانت طيبة للغاية، وأن الكل يعلم أننا نمر بمرحلة حرجة وأنها مرحلة لن تستمر طويلاً. أوضح أن الأوضاع في الماضي أي قبل 4 سنوات تختلف عن فترة ما بعد "2 يناير"، حيث أن أي حادث قبل تلك الفترة كان يؤثر على أي استثمار في المنطقة، لكن في الوقت الراهن مع انتشار الارهاب في مختلف دول العالم أصبح هناك تفهم للأوضاع. سلامة: الدولة والمستثمر والمواطن مسئولون عن نجاح "الاقتصادية" أكد الدكتور تامر ممتاز سلامه عمييد الاقتصاديين الأفارقة، أن "داعش" هم تتار العصر الحديث لأنهم لا يتبعون أي دين، ومن يستحل دماء البشر لا يستحق أن يطلق عليه إنسانًا، قائلاً: يجب أن نعلم أن هناك مخطط تجاه الدول العربية، وأن هناك مخطط لقلب المنطقة العربية. وحول مقومات نجاح مؤتمر القمة الاقتصادية، قال سلامة، إن المسئولية مشتركة بين الدولة والمستثمر والمواطن، حيث أن هناك مسئولية تقع على الدولة وهي البدء في سماع المستثمرين وسماع مشكلاتهم والعمل على كيفية حلها، إضافة إلى تقسيم العمل في الجهات الحكومية إلى عملين أحدهم بأجر والآخر بدون أجر وتحديث الوحدات الإدارية، إضافة إلى عمل ويت سايب ليكون هناك اتصال بين الدولة والمواطن المستثمر. تابع: هناك مسئولية أخرى تقع على المستثمر، وهي ألا يبحث في استثماراته عن السعر فقط، إضافة إلى مسئولية أخرى على المواطن، قائلاً إن المواطن في الظروف الصعبة أظهر قوته ويحب أن يخاف كل مواطن مصري على بلده. ووجه سلامه رسالة إلى الجميع بأن المؤتمر الاقتصادي القادم مؤتمر حياة لجميع الدول العربية وليس مصر فقط وإذا لم نحارب الجهل غدا سيحاربنا الجاهلون، قائلاً: يجب أن ينجح في مصر ويقوى بمصر. جلال: مصر ماضية فى طريق الإصلاح الاقتصادي أوضح عصام جلال عضو الهيئة العليا لحزب المؤتمر، أن المؤتمر الاقتصادي سوف ينعقد في موعده ،مؤكدًا أنه لن يتأثر بالحرب التي تخوضها مصر ضد "داعش" في ليبيا. تابع: انعقاد المؤتمر في موعده سيجعل مصر ماضية فى طريق الإصلاح الاقتصادي وتعزيز مناخ الاستثمار بهدف خلق فرص عمل جديدة للشباب المصري. أوضح أن مصر تصمم على المضى قدمًا فى عمليات التطوير، والتحديث والتنمية، وأنه لن يوقفنا شيء، وأن مصر ماضية فى تحقيق خارطة الطريق وأي محاولات لعرقلة هذا الخط لن تنجح، وسنحقق ما نريده.