تعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والتى أشعلتها الحرب القبلية، وسيطرت الجماعات الإرهابية على مساحات واسعة منها ، وتعرض المصريون خاصة الاقباط إلى حالات اختطاف وقتل على أيدي الجماعات الارهابية وقاطعي الطريق، وكان للمنيا نصيب الاسد . شهدت محافظة المنيا العديد من حالات القتل والاختطاف للاقباط المتواجدين فى ليبيا الذين ذهبوا اليها بحثا عن لقمة العيش وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التى تشهدها مصر ففى شهرمارس 2014 قام مسلحون ملثمون باقتحام احد محلات البيع الخضروات واطلقوا وابلا من الرصاص على قبطى مصرى يدعى جاد عبد المسيح عبد الملاك من قرية الطيبه التابعة لمدينه سمالوط بالمنيا واردوه قتيلا ،كما قامت مجموعه مسلحة تطلق على نفسها انصار الشريعة بمدينه بنى غازى واطلقوا النار على سلامه فوزى طوبيا من قرية الشيخ تلاته بمركز سمالوط والذى توفى بعدها بمستشفى الراعى الصالح بمدينه سمالوط بعد ان ظل مصابا لعدة ايام فى احدى المستشفيات الليبية وفى شهر سبتمبر 2014 اقتحم مجهولون مسلحون يسمون انفسهم بجماعة فجر ليبيا واطلقوا وابلا من الرصاص على احد محلات الخياطه فى مدينه بنى غازى الليبيه وقتلت عادل اسحق قبطى من مدينه سمالوط والذى كان يعمل يعمل بالمحل بمنطقة البركه الليبية. وفى شهر اكتوبر قامت جماعه انصار الشريعة والدولة الاسلامية ببنى غازى بقتل ضياء ابراهيم خليل من مدينه بنى مزار شمال محافظة المنيا اثناء قيامه بتنزيل البضائع مع اثنين من العمال المصريين من الاقباط . كما اقتحم مسلحون احد الاحياء الليبية فى مدينه بنى غازى بليبيا فى شهر نوفمبر الماضى واطلقوا النار على 3 من الاقباط قتل احدهم ويدعى بولا سمير نجيب 28 سنه والمقيم بقرية جبل الطير التابعة لمدينه سمالوط والذى يعمل باحد محلات بيع الاقمشه ببنى غازى فيما اصيب الاخرين واحدهما بمدينه بنى مزار والاخر بقرية الطيبه التابعه لمدينه سمالوط . وقبل نهاية العام تم اختطاف 7 اشخاص وهم فى طريق عودتهم إلى الأراضى المصرية وهم، صومائيل ألهم ويلسن ، وعزت بشرى نصيف، ولوقا نجاتى ، عصام بدار سمير ، ملاك فرج إبرأم ، سامح صلاح فاروق منقريوس ، جابر منير عادلى ، وجميعهم من أبناء محافظة المنيا مركز سمالوط . كما تم اختطاف 13 عاملا مصريًا قبطيًا، على أيدي جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة، في مدينة سرت، شمالي البلاد، من مساكنهم بحى الشعبية بمدينة سرت وهم، ماجد سليمان شحاتة، أبانوب عياد عطية، يوسف شكرى يونان، هانى عبد المسيح صليب، كيرلس بشرى فوزى، ميلاد مكين زكى، مكرم يوسف تواضروس، صاموئيل اسطفانوس كامل، بيشوى اسطفانوس كامل، مينا فايز عزيز، ملاك إبراهيم تانيوت، جرجس ميلاد تانيوت، بيشوى عادل وجميعهم من قرية العور بسمالوط . المشهد إنتقلت إلى قرية العور وهى قرية ريفية بيسطة لا يتعدى عدد سكانها اكثر من 5 الاف نسمه عبارة عن اناس بسطاء مسلمين واقباط يعيشون يدا واحدة اغلبهم غير متعلم ويسيطر عليها الفقر والجهل والبطالة والتى خيم الحزن والاسى عليها واتشحت كلها بالسواد فى انتظار اى معلومات تطمئنهم على ابنائهم ، و طالبوا الرئيس السيسى ووزارة الخارجية بسرعة التدخل لفك اسر ابنائهم ، مؤكدين أن أولادهم تركوا مصر و ذهبوا إلى ليبيا لضيق الحالة الاقتصادية والإجتماعية بحثا عن لقمة عيش شريفة تساعدهم على تحمل متاعب المعيشة وغلائها. تقابلنا مع والدة المختطف أبانوب والتى كانت تبكى بجانب ترعة القرية واوضحت ان إبنها لم يبلغ من العمر 22 عام، وسافر إلى ليبيا لكى يصرف علينا أنا و شقيقاته الأربعة نظرا لتدني حالتهم الإجتماعية . اما عياد عبد المسيح شقيق المختطف هانى قال لا أريد إلا شقيقى فقط لكى يربى أولادة الأربعة و تراب بلدنا و لا جنة البلاد الأخرى . ويقول سليمان شحاته والد المختطف ماجد إبني يبلغ من العمر 42عاما، و كان يعمل عامل بناء فى إحدى قرى سمالوط، وسافر الى ليبيا حتى يتمكن من الصرف على زوجته وبناته الثلاثة ، و قام بالإتصال بنا وأكد عدم القدرة على العودة إلى مصر لسوء الأوضاع الأمنية هناك، فقرروا البقاء داخل منازلهم ، ورغم ذلك قام مسلحون بإقتحام منزلهم و إقتادوهم داخل سيارة و ذهبوا بهم إلى مكان غير معلوم . اما سمير مجلى والد المختطف جرجس قال أنا فلاح فقير وابنى كان يعمل فلاح ويحصل على 30 جنية فى اليوم، وقرر السفر إلى ليبيا وقام بالسكن مع أهالى القرية فى منزل بمحافظة سيرت الليبية، و كان كل حلمة أن يتزوج ويساعدنى فى الحياة و لكن كانت النتيجة ذهب و لم يعد . وتقول والدة يوسف شكرى والبالغ من العمر 24 سنة أن نجلها سافر يوم 5 مايو الماضى، وقام بالإتصال بها قبل أن يتم إختطافه بساعات وقال لها أنه لم يستطيع الحضور لقضاء العيد خوفا من تعرضهم للقتل او الاختطاف ، ورغم ذلك دخل عليه المسلحون فى غرفته و خطفوه هو و واصدقائه ، مؤكدة انه سافر بحثا عن لقمة العيش بعد ان وجد أشقائه الأربعة لا يعملون و لا يجدون لقمة العيش، والحياة أصعب ما تكون هنا فى المنيا، ثم أنهت حديثها بالبكاء و الدعاء برجوعه هو و أصدقائه . اما زوجة مكرم يوسف تاضروس احد المختطفين والتى تعيش هى واولاده الاربعة فى غرفة واحدة داخل منزل العائله المبنى بالطوب اللبن والمسقوف بالجريد ، والتى اوضحت ان زوجها يبلغ من العمر 35 عاما وسافر منذ 8 اشهر وكان يتصل بينا ويقول لنا احنا خايفين الاوضاع مخيفة ومش قادرين ننزل وطالبنا بالدعاء ان يسترها ربنا عليهم ، واوضحت انه سافر علشان لقمة العيش ويبنى لينا بيت.