من جان دارك إلى الكساسبة.. الدين والسياسة مشتركان الإعدام ب"النار".. الإنسانية تعود إلى الخلف الإعدام حرقا له تاريخ طويل، فمنذ العصور الوسطي، كان أحد أساليب العقاب فيما يخص جرائم من قبيل الخيانة الهرطقة والشعوذة "بيد أنه في الواقع أقل شيوعا من الشنق أو السحق أو الإغراق". لعدد من الأسباب أصبح أسلوب الإعدام غير محبذ بين الحكومات في أواخر القرن الثامن عشر، واليوم يعتبر عقوبة قاسية وغير عادية. الشكل الخاص للإعدام حرقا يتم بربط المدان إلى عمود كبير وعادة يقال حرقا على العمود. من أشهر حالات الإعدام حرقًا في العصر الحديث، كان إعدام تنظيم الطيار الأردني معاذ الكساسبة، على يد التنظيم الإرهابي "داعش". فإعدام الكساسبة حرقا، لم يكن جريمة الحرق الأولي على مدار التاريخ، ولكن اتبعه بنفس الأسلوب حرق القديسة "جان دارك"، الملقبة بعذراء "أورليان" التي اتهمتها المحكمة بتهمة الهرطقة وعدم الإخلاص للديانة المسيحية فكانت عقوبتها الحرق حية وعمرها لم يتجاوز 19 عاما لتسجل ملحمة تاريخية في فرنسا هي بطلتها الشعبية. وتعتبر جان دارك، هي أعظم بطلات فرنسا والتي مازال السينمائيون والملحنون يستلهمونها في العديد من الأعمال باعتبارها أكثر الشخصيات شعبية في أوروبا والتي تم حرقها بسبب بدعة اتبعتها وهي التشبه بالرجال وتنكرها في زي فرسان ومحاربتها للأعداء مثل القادة. ورغم أن محاكمة جان دارك وإعدامها حرقا تعد أحد المواقف المخزية المحفورة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية التي اعترفت في عام 1455 م بأن حرقها كان خطأ وأعلنتها في عام 1920 م قديسة إذ تحتفل الكنيسة بعيد القديسة جان دارك في يوم موتها في 30 مايو من كل عام. وفي العصور القديمة تم إعدام الكثيرين على يد الكنيسة بتهمة الهرطقة والسحر والشعوذة. ومن الذين اعدموا حرقا كان الشاعر الألماني "كيرينيوس كولمان"، والقائد "جاك دي مولاي"، الأستاذ الأكبر لفرسان الهيكل. وفي أوروبا المسيحية في العصور الوسطى، كان الحكم بالإعدام حرقا يصدر من الكنيسة، غير أن المحكوم عليه كان يسلم إلى السلطات المدنية لتنفيذ الحكم، وكان رجال الدين ممنوعين بحكم القانون الديني من تنفيذ أحكام الإعدام. وقد أعدمت الكنيسة الكاثوليكية حرقا كل من، توماس كرانمر، جوردانو برونو، جيرولامو سافونارولا، ويليام تيندال، يان هوس. كما أعدم من الكنيسة الكنيسة الكلفنية، ميغيل سيرفيت. وليام تيندال أو تايندال هو باحث ومصلح بروتستانتي في القرن عشر قام بترجمة الإنجيل إلى الإنجليزية المعاصرة له وبالرغم من وجود عدة ترجمات جزئية وأخرى كاملة بالإنجليزية القديمة للإنجيل منذ القرن السابع وترجمات أخرى بالإنجليزية الوسطي وبالتحديد خلال القرن الرابع عشر إلا أنه يعد أول من وضع ترجمة إنجليزية مستمدة من النصوص اليونانية والعبرية للإنجيل وأول من أستغل وسيلة الطباعة مما سمح بالتوزيع الواسع للإنجيل المترجم وفي عام 1535 تم القبض على تاندال وحبسه في قلعة فيلفوورد خارج بروكسل لأكثر من سنة ومحاكمته بتهمة الهرطقة والخيانة وبعد ذلك تم حرقه على وتد. كان الإعدام حرقا منتشرا في العصور الوسطى، وكان الضحايا الرئيسيون يسمون زنادقة، وسحرة، ومثليو الجنس. وفي ظل النظام القديم في فرنسا، كان هناك العديد من الإجراءات لتطبيق عقوبة الإعدام، وفقا للجريمة، وغالبا كان يتم بقطع الرأس بالسيف، أوالشنق، أو المقصلة. فيما يخص أشخاص أعدمهم الكرسي الرسولي، منهم فرانسيسكو غروبالدي، أوتافيو كابيللو، وأليساندرو داندريا، جوفاني باتيستا جينوفيسي، جواكينو لوكاريللي ولويجي دي أنجيليس ولورنتزو روبوتي وجوفاني روكي وأنطونيو ماورو. من العدد المطبوع من العدد المطبوع