أظهرت دراسة نشرت فى مجلة ناتيور Nature البريطانية أن رفات القديسة الفرنسية جان دارك التى أدينت بالهرطقة و أحرقت فى القرن الخامس عشر، ليست سوى بقايا مومياء مصرية،عثر عليها عام 1867 فى مخزن منزل يملكه طبيب. الرفات كانت محفوظة فى آنية زجاجية،تحتوى على بقايا ضلوع لونها ضارب إلى السواد، و بقايا عظام قطة ( جرت العادة آنذاك على إلقاء قطط سوداء فى المحاطب المخصصة لحرق الهراطقة )، و قطع من النسيج، و مواد عضوية. فوق غطاء الآنية، كتبت عبارة تشير أن " هذه البقايا وجدت تحت محرقة جان دارك ". و على الرغم من أن الكنيسة إعترفت بهذه البقايا، إلا أنها لم ترفعها إلى درجة القداسة. و يرجع الإكتشاف الحديث إلى العام الماضى عندما سمحت الكنيسة بإجراء تحاليل على هذه الرفات. و توصل فريق مكون من ثمانية عشر باحث وجود عناصر لا تنتج عن حرق جسم بشرى. فقد إتضح أن السواد العالق بالبقايا هو من تأثير مواد تحنيط مثل القار و الصمغ و الجبس. إلى جانب ذلك إتضح أن قطع النسيج مطابقة للكتان المصرى، و وجود حبوب لقاح الصنوبر الذى كان يستعمله المصريون للتحنيط. تم كذلك الإستعانة بإختبار الكربون 14 لتحديد عمر الرفات، فتبين أنها تعود إلى ما بين الأعوام 700 و 230 قبل الميلاد، وليس القرن الخامس عشر. و تأكيدا لهذه النتائج إستعان الباحثون بإثنين من خبراء بيوت العطارة الفرنسية، و إتفق الإثنان على وجود رائحتين: الفانيليا، و هى عادة تنتج عن تحلل جسد الكائن الحى مما يدحض فرضية الحرق، على الرغم من أن الرائحة الثانية و هى الجبس تتفق مع هذه الفرضية، حيث نقلت كتابات شهود العيان آنذاك أن جان دارك وضعت على قاعدة من الجبس أثناء حرقها حتى تسهل رؤيتها للجموع المحتشدة حول مشهد الإعدام. أما تفسير وجود بقايا مومياء مصرية، هو دأب الأطباء خلال العصور الوسطى فى أوروبا على إستخدامها لتحضير الوصفات الطبية.