عثر في أسبانيا على عظام إنسان متحجرة عمرها بين 1,1 و1,2 مليون سنة، في سيما دل اليفانت ( مغارة الفيل) بمجموعة جبال أتابويركا في أسبانيا. ويعتبر هذا الاكتشاف أقدم حفرية بشرية يتم العثور عليها في أوروبا، حيث كان العلماء يعتمدون قبل على ذلك على وجود أدوات وبقايا حيوانات لإثبات وجود الإنسان في القارة الأوروبية قبل آلاف السنين. وتتكون مجموعة جبال أتابويركا من عدة مغارات، عثر في ثلاث منها على العديد من الأحفوريات البشرية خلال الأعوام الأخيرة. فقد عثر في مغارة جران دولينا بالقرب من مغارة الفيل، على 86 قطعة من بقايا عظام بشرية، منها عظام لطفل في العاشرة من عمره لكن عمرها يرجع فقط إلى 780.000 سنة. في المجموعة الثالثة من المغارات التي تدعى سيما دولوس هويسوس (مغارة العظام)، عثر على عظام أحدث ترجع إلى 300.000 سنة. ويقول مؤلفو هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "ناتيور" ونقلتها صحيفة لوفيجارو الفرنسية، أن هذه الحفريات قد تكون أصل إنسان نياندرتال الذي عثر عليه عام 1856 بألمانيا، فقد حدثت عدة موجات من الهجرة أحدثها كان من أفريقيا، وهو ما يثبته بقايا العظام التي عثر عليها في دمانيسي بجيورجيا. ويعتبر المؤلفون هذه الدراسة على درجة عالية من الأهمية لأنها تضيف مئات الآلاف من السنين على تاريخ وصول الأوروبيين الأوائل، حتى إذا لم تحسم البقايا التي اكتشفت في أسبانيا المسألة المتعلقة بأصولهم. ويقول جان جاك هبلن بمعهد ماكس بلانك بالمانيا ، أن هذه التواريخ التي استخدم العلماء في تحديدها الطرق الكوسموجينية المتعلقة بالبحث في نشأة الكون ليست نهائية، فإنسان ما قبل التاريخ كان يعيش أساسا في المنطقة الاستوائية . اما في أوروبا فانه لم يتجاوز جنوب جبال الألب، حيث كان من الصعب التكيف مع المناخ شديد البرودة. لذلك سيكون من اللازم انتظار اكتشافات جديدة تثبت حدوث هجرات من أفريقيا أو مناطق التداخل بين اوربا وآسيا .