أستغربُ كمّ التعليقات المتتابعةِ حولَ " الرسومِ المُسيئة ".. أستغربُ اللّفظَ ذاته "مسيئة" ؟ إن كانَ اللهُ قد كفاهْ .. فأيُ شيءٍ في الوجودُ يملِكُ أن يُسيءَ إليه ؟ ألا نخجلُ من قدَرهِ الشريفِ أنْ نُصَدّقَ تُرّهاتٍ لا أساس لها سوى الإعلامُ والتجارة ؟ ألا نخجلُ مِن أن نكونَ عرائس دُمَى في أيدٍ ما عادت تُجيدُ صياغة المسرحيات أو حتى إخراجها ؟ إنَّ من يؤمن بذاتٍ إلهية تتحكم بالكون يؤمن يقيناً أن لا شيءَ يسيءُ لأنبياءٍ مرسلةٍ من لدنهُ - عز وجل -. إنَّ مَن يملكُ عقيدةً ثابتةَ البنيان يعرفُ حقيقةً أن لا شيءَ يؤذي من كان في عينِ الله. حقيقةُ الأمرِ تتمثلُ بأن لا شيء يملكُ أن يُسيءَ لرسولِ الله. بل نحن من يسيءُ لأنفسنا كلما اقتنعنا بفصلٍ جديدٍ من روايةٍ باتت مُعلنةَ الصياغة. لكلِّ مَن جلسَ مُتابِعاً لأخبارِ الصحيفة : لكلِّ من أرسلَ اليَوْمَ " مناشدة " بأن نوّحدَ صورَنا الشخصية. لكن من بكى على الأطلال ودافع مُستَميتَاً : " إلاّ رسول الله " دعكَ من كلِّ هذِهِ التصرفات ارفض أن تكونَ من "عرائس الدُمى". اجلس قليلاً بين يدي نفسِك أحيي روحَ َرسولَ الله بقلبك. اطمئن لا شيءَ يملكُ أن يُسيءَ لرسولِ الله. ابحث عن السبب الذي جعلنا نتأخرُ حتى هذا الحد. اسعى لأن تصعدَ درجةً في عالم التميّز. كن فناناً موهوباً .. كن مثقفاً حذقاً كن إعلامياً مميزاً. كن رجلاً بكل ما تحملُ الكلمة من معنى. كوني امرأةً بكلّ ما وُجِدت المرأةُ مِن أجله. كن إنساناً. كن أنت وأحسن لنفسك واعلم أن رسول الله بخير. هو عندِ الحوض ينتظرك .. اسع لأن "تبيّض" وجهكَ أمامه. أن تأتي إليه ومعك أبناؤك .. أصحابك .. تلاميذك .. إنجازك .. فرِّحهُ بعملِك. ودعكَ من كلّ صحفِ العالم .. فهي لا همّ لها سوى أن تزيد إصداراتها ، وتحرّك أكبرَ قدرٍ من الدمى بين يديها. اسكِتهُم لا بالصمت .. ولا بالجنون .. ولا بالبكاء . اسكتهم بالحق الذي علمتَه ، حين يغدو واقعاً في روحكِ وعالمك. المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية