"دابق" واجهت عمليات التحالف الدولي ضد داعش بعنوان "باقون وسنتوسع" عمار علي حسن: الإرهابيون يعتبرون مجتمعاتهم "كافرة" والغرب "دار حرب" السفير حسين هريدي: واشنطن سلمت الملف السوري لروسيا ومصر .. وليبيا ستتحول لصومال جديدة كمال حبيب: "داعش" و"النصرة" مجموعات "خوارجية" قال الإعلامي يسري فودة، إن القيادي الراحل في تنظيم القاعدة أنور العولقي، أدار عملية "شارلي ابدو" من قبره، وذلك في لقاءه مع الكاتب الصحفي عبد الله السناوي في برنامج "صالون التحرير"، على فضائية "التحرير"، مساء السبت. وشارك في الحوار مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي، والخبير في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور عمار علي حسن، والخبير في شؤون الحركات الجهادية الدكتور كمال حبيب. وأشار فودة إلى تصريحات شريف كواشي، أحد الشقيقين اللذين شاركا في مهاجمة مجلة "شارلي إبدو"، قبيل مقتله، بأن العولقي أرسله من تنظيم القاعدة في اليمن، للانتقام للرسول، حيث قال كواشي إن العولقي كلفه بما فعل، وموّله، قبل وفاته في غارة أمريكية على محافظة الجوف شمالي اليمن عام 2011. وزاد فودة أن حادث "شارلى إبدو" لم يكن الحادث الأول من نوعه، فهناك مجموعة كثيرة تأثرت بالعولقي، منهم المجند الأمريكي نضال حسن الذى فتح النار فى قاعدة فورد هود بتكساس، مشيرا إلى توصل التحقيقات معه إلى وجود مراسلات متبادلة بينه وبين العولقي، بواقع نحو أحد عشر بريدا الكترونيا. كما أشار فودة إلى مهاجمي ماراثون بوسطن قبل سنوات قليلة، ضمن من تأثروا بالعولقي، فضلا عن شاب حاول إخفاء قنبلة في ملابسه الداخلية بهدف تفجير طائرة داخل أمريكا، بطلب من القيادي البارز في تنظيم القاعدة أيمن العولقي. وأضاف فودة :" قابلت كثيرين في الغرب تأثروا بالعولقي، من يسمعه وهو يتحدث الانجليزية بلكنة أمريكية بطلاقة، وبطريقة تصل لذهن الغرب، سيتأثر به، لديه شيء ساحر، وربما لذلك لم يجدوا في نهاية المطاف حلا إلا بضربه بصاروخ من الجو". وتلا فودة في لقاءه مع السناوي، نص رد للعولقي على سؤال من وسائل إعلام غربية، حول إلهامه مسلمين في أمريكا والغرب، قال فيه :" قلت قبل ذلك، فى لقاء مع يسرى فودة، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية طاغية، وأن الطغاة عبر التاريخ نهايتهم مرة، وبائسة، وفى اعتقادى أن الغرب لا يريد أن يدرك هذه الحقيقة العلنية، المسلمون فى أوروبا وأمريكا يشاهدون ويراقبون ما يحدث للمسلمين فى فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان، وسوف ينتقمون لجميع المسلمين فى العالم كله". وذكر فودة أن مواجهة الغرب لم تكن الأولوية لدى تنظيم القاعدة في البداية، وإنما الأنظمة العربية، وخاصة النظام السعودي، وقال إن الأمريكيين والسعوديين احتفلوا بهزيمة السوفييت في أفغانستان وتناسوا أمر الجهاديين الذين احتفلوا بما اعتبروه نصرا سماويا، وأن الأنظمة العربية والغربية فشلت في إعادة تأهيل العائدين من أفغانستان. وتابع فودة أن تنظيم القاعدة وداعش على وعي بأهمية الإعلام في توصيل رسائلهما، مشيرا إلى أن القاعدة وجهت خطابها إلى الداخل المسلم أولا ثم اتجهت للغرب في الخارج بعد ذلك، وأن الرسالة الإعلامية للقاعدة في العالم الإسلامي ركزت على فرضية الجهاد على كل مسلم. وتحدث فودة عن مجلة "دابق" الناطقة بلسان "داعش"، وقال إن المجلة بدأت بالتبشير بالخلافة ثم التهديد بالطوفان، وأنها واجهت عمليات التحالف الدولي ضد داعش بعنوان "باقون وسنتوسع"، لافتا إلى أن داعش اختارت اسم مجلتها "دابق" من نص حديث شريف في صحيح البخاري، وأنها تحتفظ بتبريرات عديدة لجريمة قتل المدنيين، وقال إن ثمة فوارق عديدة بين "داعش" و"القاعدة" لكن هدفهما واحد وهو "الخلافة". وأضاف فودة أن جريدة الواشنطن بوست الأمريكية أحصت عدد المقاتلين المنضمين إلى داعش من كل بقاع الأرض، في الفترة من نهاية ديسمبر 2013 إلى أكتوبر 2014، وتوصلت إلى أن منطقة شمال أفريقيا تمثل أكبر رافد لداعش من المقاتلين. وعن علاقة أوروبا بمواطنيها المسلمين، ذكر فودة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وجه لوما صريحا لأوروبا، في لقاءه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لفشل القارة الأوروبية في إدماج المسلمين. وعزا فودة التناقضات الواقعة بالمنطقة العربية، إلى غياب التمثيل السياسي للمواطنين، وشعورهم بذلك، وقال إن غياب الأساس المنضبط هو سبب كل مايحدث في المنطقة، منتقدا انتهاك أدوات العمل الصحفي، وشيوع ما وصفه بالجهل الكسول والمغرض. من جانبه قال عمار علي حسن إن الإرهابي شخصية مكتسبة وليست وليدة الفطرة، وأن الإرهابيين يعتقدون أن مجتمعاتهم "كافرة" وأن الغرب "دار حرب"، مشيرا إلى أن كثيرا من التنظيمات الإرهابية بها جانب "ارتزاق"، وأن في هذه التنظيمات ليس ضروريا أن يفهم الأتباع رسالة القادة، وقال إن عالم الإرهاب ينطوي على جانب من السحر والغرائبية بالنسبة للأوربيين. وأضاف حسن أن هناك تنظيمات إرهابية عديدة مخترقة من أجهزة مخابرات، وقال إن التناحر بين الحركات الإسلامية التي حولت الإسلام إلى عقيدة سياسية، أمر وارد على مدار التاريخ. وأشار حسن إلى أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن قال للرئيس الفرنسي جاك شيراك أثناء غزو العراق، إن هذا الغزو سيكون "حرب يأجوج ومأجوج"، وشدد حسن على أن آيات القتال في القرآن "دفاعية" وليست "عدوانية"، وأن الحركات الإرهابية أعادت كتابة التاريخ الإسلامي لتبرير ما تسميه "جهاد الطلب"، وأن الصراعات بين الحركات الجهادية هدفها الزعامة، وأن "داعش" هي الطور الأكثر توحشا في مسلسل الإرهاب، وقال إنها غير معنية بتأصيل إرهابها شرعيا بخلاف القاعدة، وأن الحركات الإرهابية تلعب دور "الجماعة الوظيفية" لأهداف استعمارية. وأشار إلى أن "السر الأعظم" داخل "الإخوان" لايعرفه إلا بضعة أفراد داخل التنظيم، وأن الاتفاقات الكبرى لا يعلمها إلى عدد أقل من قيادات الجماعة، في إشارة لإهمال التنظيمات الإسلامية لدور قواعدها وأعضاءها. من جهته قال السفير حسين هريدي، إن إدارة الرئيس الأمريكي "كارتر" انبهرت بالثورة الإسلامية في إيران، وأن الخميني كان لديه ضغينة ضد الدور الأمريكي في إسقاط حكومة مصدق، وأن الثورة الإيرانية قضت على أعمدة نظام الشاه المتعاونين مع الأمريكان في أول 3 شهور لها. واعتبر هريدي أن الغزو السوفيتي لأفغانستان كان فرصة لأمريكا لتوريط الروس، وأن المخابرات الأمريكية هي أول من استخدم كلمة "الجهاديين" لاستغلالهم في قتال السوفييت، وأن مصر والسعودية وباكستان تولوا تدريب وتسفير المقاتلين في أفغانستان ضد السوفييت، وأن المخابرات الأمريكية تعمل وفق حسابات خاصة أحيانا، بحسب تعبيره. وقال هريدي إن المسلمين الأمريكيين يشعرون بالمواطنة لدرجة مشاركتهم في غزو العراق، معربا عن خشيته من أن يكون مؤتمر الإرهاب في واشنطن في الثامن عشر من فبراير المقبل، محاولة أمريكية للسيطرة على القرار الدولي، وأضاف أننا بصدد سايكس - بيكو معكوسة في المنطقة، وأن "داعش" أداة لإعادة رسم حدود المنطقة، متوقعا تحول ليبيا إلى صومال جديدة، وقال إن أمريكا سلمت الملف السوري لروسيا ومصر. وقال الدكتور كمال حبيب إن المرء لا يولد إرهابيا أو عنيفا لكن السياق هو الحاكم، وأن بعض أجهزة المخابرات العربية روجت للجهاد في أفغانستان، وأن قوى مخابراتية تصنع ظواهر لشباب بريء وهذا ما يحدث في "داعش"، ووصف "داعش" و"النصرة" بأنهما جماعات "خوارجية". وأضاف أن "داعش" لا تناقش أفكارا وإنما تناقش كيف يكون الإنسان أكثر عنفا، معتبرا أي تنظيم إسلامي في بلد مسلم، يؤسس لمواجهة مستقبلية مع بلده، وذكر أن بعض التكفيريين كانوا يكفرون أنفسهم ثم يتوبون وينطقوا الشهادتين، وأن "داعش" تجاوزت "التنظيم" وباتت تمثل ما يسمى ب "دولة الخلافة"، وقال إن أبو بكر البغدادي بمثابة الخليفة الغائب، حيث لم يظهر سوى مرة واحدة.