- «دابق» واجهت عمليات التحالف الدولي ضد «داعش» بعنوان «باقون وسنتوسع» قال الإعلامي يسرى فودة، إن القيادي الراحل في تنظيم القاعدة أنور العولقي، أدار عملية «شارلي إبدو» من قبره، وذلك في لقائه مع الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، في برنامج «صالون التحرير»، على فضائية «التحرير». وشارك في الحوار، أمس، الذى ناقش كتاب «فودة» الجديد الصادر عن دار الشروق «في طريق الأذى.. من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش»، مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي، والخبير في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور عمار علي حسن، والخبير في شؤون الحركات الجهادية، الدكتور كمال حبيب. وأشار «فودة»، إلى تصريحات شريف كواشي، أحد الشقيقين اللذين شاركا في مهاجمة مجلة «شارلي إبدو»، قبيل مقتله، بأن «العولقي» أرسله من تنظيم القاعدة في اليمن، للانتقام للرسول، حيث قال «كواشي»، إن «العولقي» كلفه بما فعل، وموّله، قبل وفاته في غارة أمريكية على محافظة الجوف شمالي اليمن عام 2011. وزاد «فودة»، أن حادث «شارلي إبدو» لم يكن الحادث الأول من نوعه، فهناك مجموعة كبيرة تأثرت ب«العولقي»، منهم المجند الأمريكي نضال حسن الذى فتح النار في قاعدة فورد هود بتكساس، مشيرا إلى توصل التحقيقات معه إلى وجود مراسلات متبادلة بينه وبين «العولقي»، بواقع نحو أحد عشر بريدا إلكترونيا. وأشار «فودة» إلى مهاجمي ماراثون بوسطن العام الماضي، ضمن من تأثروا ب«العولقي»، فضلًا عن شاب حاول إخفاء قنبلة في ملابسه الداخلية بهدف تفجير طائرة داخل أمريكا، بطلب من القيادي البارز في تنظيم القاعدة «العولقي». وأضاف «فودة»: «قابلت كثيرين في الغرب تأثروا بالعولقي، من يسمعه وهو يتحدث الإنجليزية بلكنة أمريكية بطلاقة، وبطريقة تصل لذهن الغرب، سيتأثر به، لديه شيء ساحر، وربما لذلك لم يجدوا في نهاية المطاف حلا إلا بضربه بصاروخ من الجو». وتلا «فودة»، في لقائه مع «السناوي»، نص رد ل«العولقي» على سؤال من وسائل إعلام غربية، حول إلهامه مسلمين في أمريكا والغرب، قال فيه: «قلت قبل ذلك، في لقاء مع يسرى فودة، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية طاغية، وأن الطغاة عبر التاريخ نهايتهم مرة، وبائسة، وفي اعتقادي أن الغرب لا يريد أن يدرك هذه الحقيقة العلنية، المسلمون في أوروبا وأمريكا يشاهدون ويراقبون ما يحدث للمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان، وسوف ينتقمون لجميع المسلمين في العالم كله». وذكر «فودة»، أن مواجهة الغرب لم تكن الأولوية لدى تنظيم القاعدة في البداية، وإنما الأنظمة العربية، خاصة النظام السعودي، مضيفا أن الأمريكيين والسعوديين احتفلوا بهزيمة السوفييت في أفغانستان وتناسوا أمر الجهاديين الذين احتفلوا بما اعتبروه نصرًا سماويًا، وأن الأنظمة العربية والغربية فشلت في إعادة تأهيل العائدين من أفغانستان. وتابع «فودة»، أن تنظيم القاعدة وداعش على وعي بأهمية الإعلام في توصيل رسائلهما، مشيرًا إلى أن القاعدة وجهت خطابها إلى الداخل المسلم أولا ثم اتجهت للغرب في الخارج بعد ذلك، وأن الرسالة الإعلامية للقاعدة في العالم الإسلامي ركزت على فرضية الجهاد على كل مسلم. وتحدث فودة عن مجلة «دابق» الناطقة بلسان «داعش»، وقال: إن المجلة بدأت بالتبشير بالخلافة ثم التهديد بالطوفان، وأنها واجهت عمليات التحالف الدولي ضد «داعش» بعنوان «باقون وسنتوسع»، لافتًا إلى أن التنظيم اختار اسم مجلتها «دابق» من نص حديث شريف في «صحيح البخاري»، وأنها تحتفظ بتبريرات عديدة لجريمة قتل المدنيين، وقال: إن ثمة فوارق عديدة بين «داعش» و«القاعدة» لكن هدفهما واحد وهو «الخلافة». وأضاف «فودة»، أن جريدة الواشنطن بوست الأمريكية أحصت عدد المقاتلين المنضمين إلى «داعش» من كل بقاع الأرض، في الفترة من نهاية ديسمبر 2013 إلى أكتوبر 2014، وتوصلت إلى أن منطقة شمال أفريقيا تمثل أكبر رافد ل«داعش» من المقاتلين. وعن علاقة أوروبا بمواطنيها المسلمين، ذكر فودة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وجه لوما صريحا لأوروبا، في لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لفشل القارة الأوروبية في إدماج المسلمين. من جانبه، قال عمار على حسن، إن الإرهابي شخصية مكتسبة وليست وليدة الفطرة، وأن الإرهابيين يعتقدون أن مجتمعاتهم «كافرة» وأن الغرب «دار حرب»، مشيرًا إلى أن كثيرا من التنظيمات الإرهابية بها جانب «ارتزاق»، وأن في هذه التنظيمات ليس ضروريًا أن يفهم الأتباع رسالة القادة، مضيفا أن عالم الإرهاب ينطوي على جانب من السحر والغرائبية بالنسبة للأوروبيين. وأضاف «حسن»، أن هناك تنظيمات إرهابية عديدة مخترقة من أجهزة مخابرات، لافتا إلى أن التناحر بين الحركات الإسلامية التي حولت الإسلام إلى عقيدة سياسية، أمر وارد على مدار التاريخ. وشدد «حسن»، على أن آيات القتال في القرآن «دفاعية» وليست «عدوانية»، وأن الحركات الإرهابية أعادت كتابة التاريخ الإسلامي لتبرير ما تسميه «جهاد الطلب»، وأن الصراعات بين الحركات الجهادية هدفها الزعامة، وأن «داعش» هي الطور الأكثر توحشا في مسلسل الإرهاب، وقال إنها غير معنية بتأصيل إرهابها شرعيا بخلاف القاعدة، وأن الحركات الإرهابية تلعب دور «الجماعة الوظيفية» لأهداف استعمارية.