أنور العولقي أمريكي الجنسية والمولد لأبوين من أصول يمنية. تعلم العولقي في مدارس وجامعات أمريكا حتي تم تسجيله للحصول علي درجة الدكتوراه. الحياة في أمريكا والتعلم في جامعاتها لم تؤثر في العولقي الذي تحول إلي أهم الدعاة المتشددين المتحدثين بالإنجليزية وأكثرهم بلاغة وقدرة علي الإقناع. ينما ينجح الدعاة المتشددون في تجنيد الشباب في بلاد المسلمين الواسعة, فإن العولقي أكثرهم نجاحا في تجنيد المسلمين المتحدثين بالإنجليزية من أمريكا وغيرها, حتي إنه تم ربط آخر ثلاث حوادث إرهابية كبري تعرضت لها الولاياتالمتحدة بمسلمين من المتأثرين بالعولقي وذوي الصلة به. فيصل شاهزاد المتهم بمحاولة التفجير في تايم سكوير بنيويورك, وعمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أمريكية متجهة إلي ديترويت ليلة الكريسماس, ونضال مالك حسن الطبيب الضابط الذي قتل ثلاثة عشر من الجنود الأمريكيين في قاعدة عسكرية في تكساس في نوفمبر الماضي, كلهم أثبتت التحقيقات تأثرهم بأفكار العولقي واتصالهم المباشر به. صلة بعض الإرهابيين بالعولقي تجاوزت حد التأثر بالأفكار, وإنما وصلت إلي حد تقديم التدريب والمواد اللازمة لتنفيذ الهجمات الإرهابية. تحول العولقي الذي لجأ إلي جبال اليمن ليصبح جزءا من تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية إلي كابوس لأجهزة الأمن الأمريكية التي أعدت نفسها للتعامل مع الإرهاب القادم من الخارج, وليس القادم من المسلمين المندمجين في المجتمع الأمريكي. قررت السلطات الأمريكية استهداف العولقي وقتله في مخالفة واضحة لكل التقاليد القانونية الأمريكية. العولقي ليس مواطنا أجنبيا يقاتل في صفوف القاعدة يمكن استهدافه وقتله, وهو ما تقوم به الولاياتالمتحدة طوال الوقت في باكسنان وأفغانستان واليمن وغيرها من البلاد. العولقي مواطن أمريكي يتمتع بحقوق أقلها المحاكمة العادلة, حتي لو صدر في نهايتها ضده حكم بالإعدام. أهل القانون وحقوق الإنسان في الولاياتالمتحدة منزعجون من قرار الإدارة الأمريكية تصفية مواطن أمريكي دون محاكمة. المدافعون عن الإدارة يقولون إن الحصانة التي يتيحها القانون للمواطنين الأمريكيين تسقط عندما يقرر هؤلاء الانتقال لمعسكر الأعداء والعمل ضد بلدهم. الكلام منطقي لكنه لا يصمد للدفوع القانونية التي تحرم السلطات من التحول إلي القاضي والجلاد في نفس الوقت. ليس لدي أحد مخرج سهل من هذه الورطة, لكن تعقيدات القضية تبين أن حتي أكثر الديمقراطيات نضجا تواجه مشكلة كبري عندما يتعلق الأمر بالإرهاب.