أصبح أنور العولقي رجل الدين الأمريكي من اصل يمني والمطلوب لدي الدولتين حديث الاعلام الغربي بعد اتهامه بالوقوف وراء الطرود المفخخة التي تم ضبطها مؤخراً مرسلة من صنعاء الي واشنطن الأمر الذي يثير المخاوف من ظهور "بن لادن" جديد يمنح الغرب الذريعة للتدخل علي ارض اليمن لملاحقته. وفي هذا الاطار. نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تقريراً حول الدور المتزايد الذي يلعبه العولقي في التحريض علي العنف في أوساط مسلمي أوروبا والولاياتالمتحدة. وجاء في التقرير ان العولقي الذي يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة لديه القدرة علي التأثير علي البعض ودفعهم نحو تبني افكار متطرفة واللجوء للعنف ضد الغرب. وساقت الصحيفة أمثلة علي ذلك باتهام العولقي بأنه أسهم في دفع الطالبة روشونارا شودري طالبة علوم اللاهوت في بريطانيا الي الاعتداء علي أحد اعضاء مجلس النواب لتصويته لصالح غزو العراق في 2003 الي جانب وجود علاقة للعولقي بالشاب النيجيري "عمر فاروق عبدالمطلب" الذي حاول تفجير طائرة كانت متوجهة لمدينة ديترويت الأمريكية عشية عيد الميلاد العام الماضي. وأشارت الصحيفة الي تسجيل فيديو ظهر فيه العولقي وهو يحكي قصة حياته. وقال فيه انه ولد ونشأ وعاش في الولاياتالمتحدة المتحدة لمدة 21 عاماً. دعا خلالها للتعايش السلمي مع الغرب. إلا أنه يضيف ان غزو العراق جعله يغير هذا الموقف. واضافت الصحيفة ان الدور الذي يلعبه العولقي لا يتمثل في طبيعة افكاره فقط. بل في قدرته علي مخاطبة المستمع الغربي بلغة انجليزية وبطريقة هادئة. وكانت المحكمة اليمنية المختصة بقضايا الارهاب قد أمرت الأسبوع الماضي بالقبض علي العولقي واعتبرته هاربا من العدالة إثر اتهامه بالانتماء للقاعدة والتحريض علي قتل اجانب. واصدر الادعاء اليمني امراً باعتقال العولقي حيا أو ميتا بعد عدم مثوله للمحكمة وذلك خلال الجلسة الثانية لمحاكمة ثلاثة أشخاص بينهم العولقي في قضية مقتل مهندس فرنسي الشهر الماضي بالقرب من صنعاء. وطلب القاضي من ممثل المدعي العام تحرير مذكرة الي الجهات المعنية بالقاء القبض علي العولقي. برز اسم العولقي الذي يعتقد أنه يختبئ في جبال شبوة وسط اليمن حيث يتمتع بحماية قبلية العام الماضي بعد ان تبين أنه كان علي اتصال وثيق بالميجور نضال حسن الطبيب النفسي العسكري الأمريكي المتهم بإطلاق النار علي زملائه في قاعدة "فورت هود" العسكرية في تكساس مما أسفر عن 13 قتيلاً ودعا العولقي جميع المسلمين في صفوف الجيش الأمريكي إلي الاقتداء بما قام به نضال حسن. وفي ابريل من العام الجاري أعلن مسئول أمريكي ان إدارة أوباما سمحت باغتيال العولقي بعدما خلصت وكالات المخابرات الأمريكية إلي أنه شارك مباشرة في مؤامرات ضد الولاياتالمتحدة وبات ينظر إلي العولقي علي أنه جزء من تنظيم القاعدة وليس قريباً من فكر التنظيم فقط. ولد العولقي عام 1971 في ولاي نيومكسيكو الأمريكية ثم عاد إلي اليمن حيث حصل دروسه الثانوية قبل ان يعود مجددا إلي الولاياتالمتحدة لدراسة الهندسة في 1991 وتخرج العولقي مهندساً مدنياً من جامعة ولاية كولورادو ثم حصل علي دبلوم الدراسات العليا من جامعة سان دييجو. وخلال سنوات حياته في الولاياتالمتحدة بدأ العولقي إلقاء الخطب في عدد من المساجد في عدة ولايات كما عمل مسئولاً في مؤسسة خيرية تتبع الإمام اليمني المتشدد عبدالمجيد الزنداني الذي تتهمه واشنطن بالارتباط بمجموعات ارهابية ونشر العولقي علي الانترنت سلسلة من الاصدارات المرئية والمسموعة باللغة الانجليزية بينها سلسلة محاضرات حول حياة النبي محمد وكانت هذه المحاضرات تباع علي الانترنت وتلقي رواجاً واسعاً. وفي 2006 عاد العولقي إلي اليمن واعتقل بعد أشهر قليلة بتهمة الضلوع في خطف ابن رجل يمني ثري إلا أنه أفرج عنه في 2008 حيث غادر صنعاء باتجاه محافظة شبوة شرق اليمن التي تنحدر منها عائلته ولجأ إلي قبيلته.