أكد المشاركون في ندوة "الرواية والثورة"، التي عقدت مساء اليوم الأحد بالهيئة المصرية العامة للكتاب، أن الأدب العظيم هو من يتنبأ بالمستقبل وليس محاكيا محضا لما يحدث في الواقع .. مشددين على أن أدب الثورة لن يكتب الآن لكن الثورة ستطرح حراكا أدبيا جديدا. وقال الناقد الدكتور محمد عبدالمطلب، في بداية الندوة، إنه لو كان الكاتب محمد سلماوي، في روايته "أجنحة الفراشة"، قد قال إن الفريق أحمد شفيق سيتولى أول حكومة للنظام السابق لكان يكتب الواقع حرفيا .. مشيرا إلى أن سلماوي بدأ الرواية وأنهاها في ميدان التحرير. من جانبه، قال الكاتب محمد سلماوي إنه حين كتب روايته "أجنحة الفراشة" لم يكن يقصد التنبؤ بالثورة، وإنما كان يصور الحراك السياسي عبر 10 سنوات مضت. وأضاف أن الواقع المصري كان يموج بالانفعالات والإرهاصات وأن شخوص روايته كانت أسيرة لهذا الموقف، وتابع "انتهيت من هذه الرواية في سبتمبر الماضي أي حتى قبل ثورة تونس، ورأى أن الأدب يجب أن يستشرف المستقبل، لافتا إلى أن الأدباء الفرنسيين مهدوا لثورتهم، كما مهد الكاتب توفيق الحكيم لثورة 23 يوليو، لكنه اعتبر أن الكاتب لا يعمد إلى التنبؤ بل ينطلق من الواقع إلى آفاق لا يستطيع أن يصل إليها المحلل السياسي أو الصحفي على سبيل المثال. وعبر سلماوي عن أسفه لأن ما وصفها بعملية إعادة البناء لم تنشأ بعد .. معربا عن خشيته من محاولات إرجائها، وأكد أنه إذا لم تغير الثورة شيئا فستصبح مجرد انقلاب. وعن أدب الثورة، قال سلماوي إنه على الأديب أن يكون فوق الحدث لكي يكتب فهل منا من يعتبر نفسه الآن فوق الحدث ؟.
من جهته، قال الروائي إبراهيم عبدالمجيد، عن روايته "في كل أسبوع يوم الجمعة" التي صدرت عام 2009، إنه كتب عن المدن والصحراء، واكتشف أن هذا المدن معلقة في الفضاء ولم يكن يتنبأ بشيء. وأضاف أن كتابه عن الثورة سيتناول الجانب الإنساني لرؤيته للميدان .. مشيرا إلى أن الناس عندما دخلت الميدان يوم جمعة الغضب كانت في حالة دعة وطمأنينة، فالمصريون لهم علاقة قديمة بالرسالات السماوية، وبالتالي كتبت أن الله وحده هو من يستطيع أن يحتفل بالنصر ويحتضن وادي النيل كله. وتابع : إن المشاهد الإنسانية الجميلة كانت تبكيه في ميدان التحرير .. موضحا أن التوتر دائما يكون على حدود الميدان أما في الداخل فهناك طمأنينة وثقة بالانتصار. وأكد أن الشباب لم يكن لديهم تصور عن المستقبل ولذلك سيستمر الحراك حتى يكون للجميع تصور جديد عن المستقبل.