"الحرية والعدالة": إستراتيجية جديدة لإسقاط النظام - المنسحبون: تركونا نواجه الأمن بمفردنا - باحث: صفقات مع الدولة وراء الانسحاب تلقى "التحالف الوطني لدعم الشرعية" ضربة جديدة، بانسحاب الجبهة السلفية وحزب الاستقلال من الأحزاب المكونة له، في الوقت الذي رأى فيه "الحرية والعدالة" أن التحالف ما زال مستمرًا، وأن المنسحبين سيواصلون نفس الطريق، ولكن باستراتيجيات مختلفة، فيما أكد حزب الإصلاح – أحد مكونات التحالف – أن هذه الانسحابات ستؤثر علي الكيان. وأعلنت الجبهة السلفية وحزب الاستقلال انسحابهما من التحالف، مبررين ذلك بالسعي إلى العمل من خلال أفق سياسي أرحب، يقوم على مد الجسور والاصطفاف. وفسر سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الاسلامية، انسحاب مجدي حسين والجبهة السلفية من تحالف دعم الإخوان يرجع لمرور 18 شهرًا على التحالف دون أي إنجاز، وأن استحواذ الإخوان على المكاسب المادية من قطر وتركيا، وترك قيادات التيارات الإسلامية الأخرى في مصر تواجه الأمن بمفردها كان أحد أسباب تفكك تحالف دعم الشرعية. وأضاف عيد أن كثير من الأحزاب انسحبت من التحالف بسبب عقد صفقات مع الدولة والمشاركة في الانتخابات البرلمانية. وقال "محمد سودان"، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة: "إن التحالف مستمر في طريقه لإسقاط النظام، والمنسحبون يسيرون في نفس الطريق، ولكن بإستراتيجيات مختلفة، فلا بأس من ذلك طالما الهدف واحد". وأضاف: "إن هناك حراكًا ثوريًا ذا إستراتيجيات جديدة يتم تطبيقه على الأرض، خاصة أنهم يعملون على إنشاء إستراتيجيات وتكتيكات جديدة لإسقاط النظام، بالتعاون مع من وصفهم بشركاء الكفاح من كل الفصائل والأطياف السياسية والحركية. وتابع: "هناك العديد من الخطط الداخلية والخارجية، ولا أظن أنه من الحكمة البوح بها الآن، لكن النظام سيرى أن الشعب لن يسكن أو يضعف أمام السلطة العسكرية القمعية، وأن حاجز الخوف في مصر قد كسرته ثورة 25 يناير، والشباب مُصر على استرجاع ما سلبه العسكر منهم من حرية وكرامة وديمقراطية". من جهته، أكد الدكتور "عطية عدلان"، رئيس حزب الإصلاح والقيادي بتحالف دعم الشرعية، أنه لا شك أن هذه الانسحابات تهدد التحالف بالانهيار والتفكك، لكن إلى الآن التحالف قائم، ويمكن أن يستمر بهذا العدد فترة طويلة، مضيفًا: "قد يكون من الأصلح أن يستمر التحالف، على أن يكون واجهة سياسية، وتتكون جبهة ثورية أخرى". وأضاف: "لكن من المؤكد أن كيانًا ما سيبرز في ثوب جديد إذا ما تعرض التحالف لسبب أو لآخر للتحلل، والذي لا خلاف عليه هو أن الشارع الثوريّ لن يتأثر كثيرًا بهذه الانسحابات، لأن الشباب أخذوا بزمام المبادرة ولا يعنيهم الحسابات السياسية للأحزاب". وقال حزب الاستقلال، في بيان انسحابه: "إن الأمانة العامة للحزب قررت تجميد وضعها داخل التحالف مع الاستمرار في مقاومة الانقلاب سلميًا"، مضيفا "لقد ظللنا لمدة عام كامل نناقش مرارًا وتكرارًا إعلان موقف الانسحاب من لجنة أو تحالف دعم الشرعية". من جانبه، رحب "مجدي حسين" رئيس الحزب في رسالة من محبسه، بالانسحاب من التحالف، مشيرًا إلى أن الأمر نوقش مرارًا وتكرارًا على مدى عام كامل. وأشار حسين في رسالته إلى أن "الإخوان يفعلون ما يريدون ولا يستجيبون لأي من مطالبنا الأساسية، وهم يفسرون دعم الشرعية في نقطة واحدة هي عودة مرسي". الجبهة السلفية وحزب العمل ليسوا أول المنسحبين من التحالف، فقد انسحب خلال الأشهر الماضية آخرون، فقد انسحب من قبل كل من حزبي الوسط والوطن، وبذلك لم تبقى فيه سوى الجماعة الاسلامية وحزبي الاصلاح والاصالة.