ومن البحوث الاشكالية بالمؤتمر والتي اثارت قدرا هائلا من الجدل البحث الذي قدمه الدكتور محمد أحمد الصغير الذي قارن فيه بين مشروع نصر التأويلي ومشروع المفكر المغربي طه عبد الرحمن وانحاز فيه للأخير لأنه بحث في الابداع على حد قوله قال الباحث إن الدراسات الحداثية للنص القرآني تثير الكثير من ردود الفعل، من قبل الباحثين الذين تصدوا لها، إمَّا إقصاءً، أو تبنيًّا مطلقاً أو تبنيًّا مع بعض التعديل. في هذا السياق نفسه تأتي محاولة المفكر المصري الدكتور نصر حامد أبو زيد، الذي اندفع الى البحث عن مفهوم النص من خلال علوم القرآن للاقتراب من «صوغ الوعي العلمي لهذا التراث» كما يقول نصر نفسه . فالبحث عن طبيعة النص عند أبو زيد هو نفسه طريق الى تحديد ماهية القرآن. هكذا كان التأويل هو الوجه الآخر للنص، وبالتالي المدخل المركزي في دراسة القرآن، باعتباره نصاً لغوياً. ً. و الممارسة التأويلية للنص بحسب نصر تجعلنا ننفلت من دوغمائية القراءات التحريفية والسطحية للنص القرآني، كما تجنبنا الوقوع في مأزق الثنائيات التي سيجت الفكر الآسلامي بمغالق أصبح صعبا فتحها. ك "ثنائية العقل والنقل كما يشير أبو زيد في الكلام عن تراثنا الفكري و الديني و الفلسفي. إذ بفضل القراءة وآلياتها نصبح أمام نص منفتح على الدوام إلى اللا-نهاية و يحتضن العديد من الإحتمالات. فهي تزيل ذلك التصدع القائم بين جوانب التراث في أذهاننا، و في مناهجنا، فلا نقيس الفكر الإسلامي على الفكر اليوناني، أو غيره، ويعتبر التأويل و التفكيك بمثابة آليات للقراءة، لا يمكن تناولها عند حدوث التراث، بل نجدهما امتدادا إن اقترنا بالواقع الراهن الذي نعيش فيه جميعا". «فالنص بكل ما يحمله من تراث تفسيري واقع متعين في حياتنا اليومية، وفي ثقافتنا المعاصرة يشكل حركة هذا الواقع والذي يطمح اليه نصر حامد هو: «البدء بالواقع هند قراءة النص و معناه البدء بالحقائق التي نعرفها من التاريخ. وهذا ما يسمه نصر بجدلية النص بالواقع من تناول ظاهرة الوحي والنبوة، وعلاقة المكي والمدني بعلوم القرآن، ولواحقها من المقيد والمطلق أو المحكم والمتشابه، والإعجاز… أما عمل الدكتور طه عبدالرحمن فيرتكز على تفكيك دعائم القراءات الحداثية التي حاولت تفسير النص القرآني، وفق رؤية تأويلية أو تأريخية أو حتى عقلانية، تنزل فيه النص المقدس منزلة النصوص البشرية. ويستعمل الدكتور طه مصطلح «التأويليات» في مقابل المصطلح الأجنبي المعرب: «هيرمينوتيقا»، والتأويليات عبارة عن النظر في وجوه تحصيل الفهم للنصوص، ويرجع أصلها إلى تفاسير التوراة والإنجيل التي وضعها رجال اللاهوت المسيحي، لاسيما البروتستانت منهم، إذ منها تزود المفكر والمترجم الألماني شلايماخر، محاولاً تأسيس صناعة تأويلية عامة، وجاء في أثره دلتاي الذي اجتهد في النهوض بالمنهجية التأويلية، مقيماً لها على علم التاريخ وجاعلاً منها المنهجية المميزة للعلوم الإنسانية، ثم تولى هيدجر وجادامير من بعده وضع الأصول الأنطولوجية لهذه المنهجية، مستبدلين بالهم المعرفي لسلفيهما هما وجودياً صرفاً. وإن أخص ما يميز النظر التأويلي هو عنايته بمختلف الظواهر الإنسانية، الخطابية منها وغير الخطابية، جاعلاً منها جميعاً نصوصاً تقبل القراءة والتحليل والاستنطاق، ومقابلاً بين المنهج المناسب لهذه الظواهر الإنسانية، وهو (الفهم)، وبين المنهج المناسب للظواهر الطبيعية، وهو (التفسير)، بمعنى أن الأثر الإنساني يفهم ولا يفسر، في حين أن الأثر الطبيعي يفسر ولا يفهم. إلا أن التأويليات ما لبثت أن تعددت اتجاهاتها وتضاربت فيما بينها، فمنها الاتجاه المعرفي والاتجاه الوجودي ومنها الاتجاه التأملي اللغوي والاتجاه التأملي غير اللغوي، ومنها كذلك الاتجاه المتمسك بمبدأ المعني في ذاته والاتجاه الذي يجعل المعني تبعاً لسياق الفهم وأسلوب الحياة وطبيعي أن يكون، هناك بعض الآراء الناقدة للمنهج التأويلي عند نصر حامد أبو زيد، إذ أن عمل الفلاسفة هو المحاورة في ما بينهم، أو السجال المعرفي في طرق ومسالك الإبداع أو منطق التفلسف وقد انحاز الباحث لافكار طه عبد الرحمن في رفض الدراسات التأويلية الجحديثة ومنها دراسات نصر ونقده من دون ان يقدم اسانيد عبد الرحمن في ذلك فثارت ضده القاعه لأنه قدم رؤية غير مكتملة لفكر عيد الرحمن وعمل على اقصاء التأويليين من دائرة الإبداع ما حدا بالدكتور طارق نعمان بالتصدي له واتهام مشروع طه عبد الرحمن بالادلجة الفكرية وانه يكفر مخافيه وهو ما رفضه الدكتور الصغير مؤكدا حق الدكتور طه في رفض اي مناهج لا يقبلها .