وجَّه نسر الثورة حمدين صباحي "رسالة حب" إلى الشباب عمومًا وشباب الإخوان خصوصًا قال فيها: "أود أن أقول لشباب الإخوان إنني أحبكم أنتم وباقي الشباب المصريين من القوميين واليسار والليبراليين، وكل شباب مصر الذي نصرني في معركة انتخابات الرئاسة، وشرفني بثقته وحملني مسؤولية المشاركة في طريق استكمال الثورة وتحقيق أهدافها". وجاءت الرسالة ضمن حوار مطول خص به " المشهد" و ستنشره كاملا في عددها الأسبوعى الصادر بعد غد الأحد . و تحدث صباحي خلال هذا الحوار والذي يعد الأول لصحيفة ورقية منذ ظهور نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التي حل فيها ثالثا بفارق ضئيل من الأصوات عن طرفي الإعادة، حول العديد من القضايا المهمة، خاصة " تيار الحلم المصري " الذي يراهن عليه في الفترة المقبلة . وقال صباحي في رسالته لشباب الإخوان : "أود أن أقول لشباب الإخوان الغاضبين والعاتبين إنني أحبكم جميعًا، فقد كنت مدافعًا عن الإخوان عندما كانوا مضطهدين من النظام السابق، ونصرتهم عندما كانوا لا يجدون صوتًا من خارجهم ينصرهم، وعندما قامت الثورة كنا شركاء في ميادين التحرير، ثم جاءت الانتخابات البرلمانية فشارك حزب الكرامة مع الإخوان تلك الخطوة بغرض تشكيل قائمة وطنية موحدة لشركاء الثورة ليكونوا شركاء في البرلمان، لكن عندما طمع الإخوان في أن يهيمنوا على كل السلطات وقفت ضدهم". وبكلمات أكثر وضوحًا، قال صباحي لشباب الإخوان في رسالته: "عندما اضطهدتم نصرتكم، وعندما شاركتم شاركتكم، وعندما غالبتم غالبتكم". وواصل: "أريد أن أوضح أنني لا أساوي بين كفتي المرشحين اللذين يخوضان جولة إعادة الانتخابات الرئاسية، بكل ما لدينا حولها من ملاحظات شابت العملية الانتخابية، فهناك مرشح يمثِّل النظام القديم، وأنا ضده تمامًا بمنطق أخلاقي ووطني لا سياسي فحسب، ومرشح يمثل طرفًا لا أحد ينكر أنه كان شريكًا في الثورة، لكنه الآن لا يحترم تلك الشراكة والتنوع الذي كان أحد أسباب نجاح الثورة، ويريد أن يتغوَّل ويستولي ويهيمن. لذا فموقفي الواضح هو أنني ضد استبداد باسم الدولة وضد هيمنة الإخوان الذين لم يكتفوا بأغلبيتهم في مجلسي الشعب والشورى رغم تعهدهم بعدم السعي لأغلبية البرلمان، ولم يكتفوا بموقفهم الساعي للهيمنة على اللجنة التأسيسية للدستور، بل ويسعون لاستكمال الهيمنة على ما تبقى من مؤسسات الدولة عبر وصولهم لموقع رئاسة الجمهورية". وقال نسر التحرير في رسالته: "حمدين صباحي الذي دافع عنكم في السجون، وسبقكم في مواجهة الاستبداد والهيمنة وسيناريوهات التمديد والتوريث، ووقف معكم في مؤتمراتكم الانتخابية من أجل مرشحي الكرامة، بغض النظر عن رأيي في توزيع الأنصبة وعدالتها، هو الذي يقولها الآن بطريقة قاطعة، إنه ضدكم. ليس اليوم؛ لأن الشباب الغاضب مني الآن، عليه ألا يغضب لأن موقفي معلن منذ أن شكلوا الهيئة التأسيسية لوضع الدستور، وقلت إنني ضد هذا التشكيل وضد سعي الإخوان للهيمنة والاستئثار بالسلطة". وأكد حمدين أنه "منذ توقيت طرح خيرت الشاطر ليترشح للرئاسة قلت إن هذا خطأ وطالبت أن يسحبوا الشاطر، ثم طالبت أنيسحبوا الاحتياطي، وقلت الكلمة التي أوجعت الجميع إنني لن أقبل رئيسًا إخوانيًّا أو إخوانيًّا بشرطة. أنا موقفي واضح في هذا الأمر منذ البداية، ومن يطلب مني الآن دعم مرشح الإخوان الحالي، أقول له أنا لست ضد الإخوان بل مدافع عنهم ومع حقهم الكامل كما كنت دائمًا في الوجود في الحياة السياسية كطرف أصيل فيها، لكن رأيي أن استئثار الإخوان بكافة السلطات سيضر الإخوان والوطن". وبشكل حاسم أضاف صباحي في رسالته: "أقول بطريقة قاطعة لن أعطي صوتي لمرشح هذه الجماعة؛ لأنها ستهيمن، وهذه الهيمنة أنا أرفضها تمامًا مثلما رفضت إقصاء الإخوان وقتما تم إقصاؤهم، وسأقف ضد هيمنة الإخوان، تمامًا كما سأقف قبلها ضد إعادة إنتاج نظام مبارك. وأقول لشباب الإخوان: يا أحبائي لقد دخلت مجلس الشعب بفضل ربنا والشعب، وليس لأن الإخوان وقفوا معي ومن أدخلني مجلس الشعب ليس الإخوان ولا غيرهم، من أدخلني المجلس توفيق من الله ومساندة الفلاحين والصيادين والفقراء، ومن ضحوا بأرواحهم ودمائهم الشهيدة لطيفة والشهيدة فتحية في عام 95 والشهيد جمعة الزفتاوي في 2005.. وغيرهم ممن ضحوا بأعينهم وتحملوا الإصابات والجراح كي يحققوا حلمهم الذي تجسد في شخصي المتواضع أن يكون هناك من يعبر عنهم ويدافع عن حقوقهم ومصالحهم. وأخيرًا أنصحكم ألا تتفرغوا للهجوم عليَّ؛ لأنني لست من يخوض الانتخابات الآن، صحيح أن لدي يقينًا أنني قادم كرئيس للجمهورية بإرادة الله ومساندة الشعب وربما أقرب مما يتصور كثيرون، وعندها سوف أعاملكم بمحبة وود كما كنت دائمًا معكم ومع غيركم". وأكد صباحي أنه "لو كان مجلس الشعب الحالي غالبيته من الناصريين كنت طلبت من الإخوان أن يتقدموا بمرشح للرئاسة، ولو كان البرلمان بأغلبية من التيار الوطني العام، لطالبت بمرشح رئاسي من الإخوان".