أكد الرئيس عبدالفتاح السيسسي، أن الوضع في المنطقة العربية خطير للغاية وإذا لم نسارع بالعمل المشترك وتحقيق التكامل العربي بيننا فإننا نفرط في التفاؤل كثيرا في أمانتنا تجاه أوطاننا وشعوبنا. وقال في الحلقة الرابعة والأخيرة من حديثه الموسع لرئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية الخميس: إن مصر مع إرادة الشعب الليبي وإذا طلب منا هذا الشعب ما يراه محققاً لسلامة واستقرار بلاده فإننا لن نتردد في الوقوف إلى جانبه ودعم مطالبه. وأشار إلى أن مصر لا تتدخل في شئون الآخرين بأي حال من الأحوال، كلنا سنقف إلى جانب الشعب الليبي وسلطته الشرعية وجيشه المؤمن بحقوق وطنه في الاستقرار والحفاظ على استقلاله وضمان سيادته على كامل أراضيه ومنع تفكك أجزائه، وعلينا أن ندرك أن تعرض ليبيا لأي أخطار يعني تضرر مصر بصورة مباشرة وهذا الأمر لن نسمح به بأي حال من الأحوال. وتابع قائلا ردا على سؤال بشأن توقعاته لما ستسفر عنه التطورات الراهنة على الأراضي الليبية: إذا استمر صمود الشعب الليبي خلف برلمانه المنتخب وحكومته الشرعية وبدعم صادق ومخلص وأمين من أشقائه وأصدقائه، فإنه لا خوف على ليبيا ونحن من جانبنا متيقظون لكل ما يحدث في الداخل الليبي أو من خارج ليبيا.. وما نريده هو أن تنتصر في النهاية إرادة الليبيين أنفسهم على عوامل التخريب والتدمير لمقدرات الدولة الليبية.. وهم قادرون بإذن الله تعالى على إبعاد وطنهم عن كل ما سيؤدي به إلى المزيد من الفوضى.. والخروج به من هذه الحالة المؤسفة وإعادة بنائه على أسس مؤسساتية تساعد على قيام دولة حديثة بكل المقاييس.. والليبيون يستحقون ذلك وقادرون على تحقيقه إذا اجتمعت كلمتهم. وحول التطورات في العلاقات المصرية السودانية، وهل هي مطمئنة حاليا قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: نحن بلدان يجمعهما مصير واحد ولا خيار أمامهما إلا بالتكامل والتعاون والتشاور والتنسيق الدائم في كل صغيرة وكبيرة، ودعك مما يردده البعض من مثيري الفتن بين دولنا وشعوبنا لقد اتفقنا على أشياء كثيرة، فالسودان يحتاج إلى مصر ومصر لا تستغني عن السودان وباختصار شديد فإن مصر تعرف جيداً احتياجات وأولويات السودان ولن تتأخر عن دعمه بكل ما تستطيع وعلى كل المستويات من طرق ومشاريع وضرورات قصوى من شأنها أن تساعده على استمرار عجلة التنمية دون توقف.. وبشان مايتردد عن التقارب بين السودان وإيران في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من التدخلات الإيرانية وكيف ينظر سيادته لهذه المخاوف؟ قال: السودان دولة مستقلة وهي تملك قراراتها وترسم توجهاتها بنفسها ولا أظنها بالأغلبية الساحقة فيها وبثقافتها تتجه نحو خيار كهذا بالرغم من حاجتهم إلى الدعم وبالمؤازرة وهو الدعم الذي يجب ألا نتأخر – نحن أشقاؤها - في تقديمه لهم وما يعنينا في مصر هو أن يظل السودان قوياً ومتماسكا وأن يعمل بلدانا بالتعاون والتفاهم والتشاور المستمر على إبعاده عن كل الأخطار نقول هذا لأنفسنا كما نقوله لكل الدول العربية الشقيقة والصديقة، لأن بقاء السودان قوي هو في مصلحة الجميع.