جاءت الكلمات الأخيرة لكثير من الشهداء سواء مع أصدقائهم أو خلال حساباتهم على فيس بوك أو تعليقًا على صورهم، لتؤكد على معدن جنود مصر البواسل واستعدادهم تقديم روحهم فداء لعزة وكرامتهم بلدهم. وكأنهم يعلمون انهم على موعد مع لقاء ربهم.. حيث جاءت الكلمات الأخيرة لعدد من الشهداء فى الحادث الأخير، سواء كان عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أو من خلال آخر الأحاديث مع الاصدقاء، وكان آخر ما كتبه الشهيد الجندى مازن حمدان عبود، 22 عامًا، الحاصل على دبلوم تجارة، معلقًا على إحدى صوره مرتديًا الزى العسكرى: "لو مت.. فداكى يا مصر... والجيش والشعب إيد واحدة". وكتب الشهيد كيرلس فاضل حبيب، الزقازيق، 23 سنة، ليسانس آداب قسم إنجليزى: "زى النهاردة كان أول يوم ليا فى الميرى أيام مركز التدريب سنة كاملة عدت ربنا كان معايا فى كل خطوة وقوانى أشكرك يا رب، الله يرحم الرجالة اللى استشهدت ويعزى أهاليهم"، وفى آخر اتصال هاتفى له مع أحد اصدقائه، أكد خلاله أنه بخير وأنه رأى بعينيه زملاءه من شهداء الإرهاب، وهو ما اضطره لكتابة منشوره الأخير على "فيس بوك" قدم فيه التعازى للشهداء. وكان آخر ما كتبه الشهيد الملازم أول محمد أبو غزالة، على صفحته، عبر موقع "فيس بوك"، ناعيًا الشهيد النقيب محمد مجدى، قائلاً: "الله يرحمك ويكتبك من الشهداء من أحسن الناس أدبًا وأكثرهم خجلاً وأعفهم لسانًا كأنه كان آخر لقاء بيننا منذ شهرين.. اللهم ألحقنا به على خير وأحسن إليه واكتبه فى الشهداء وأنزل برد السكينة على أهله". وقال فى أخرى: "عام مضى لا نعلم هل كنا من الفائزين أم غير ذلك نسأل الله مغفرة لما مضى وهداية لما هو آت.. كل عام وأنتم إلى الله أقرب كل عام وأنتم على الدين أحرص وكل عام وقلوبكم أنقى وأطهر كل عام وأنتم فى سعة رزق وبركة". وقال الشهيد أحمد مصطفى إبراهيم بلقدار، فيقول أحمد متولى ابن عمه أن الشهيد حرص على أن يتصل بشقيقه قبل الحادث بساعات وتحدث معه وكأنه يودعه، ثم أغلق تليفونه بعدها حتى جاء اتصال من أحد زملائه وأبلغ أهله بالحادث ثم أغلق هو الآخر تليفونه. ##